نخبة بوست – استطلاعات رأي متواترة تقيس فرص المرشحين للرئاسة عن الحزب الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة. جل الاستطلاعلات تشير إلى فرق ضئيل غير ذي دلالة إحصائية بين المرشحين، بمعنى أنه غير محسوم لجهة أي من المرشحين.
الاستطلاعات تشير إلى تفوق هاريس وأحيانا ترامب بالرئاسة، ولكن بنسب أقل من ثلاث نقاط مئوية، في حين أن معظم هذه الاستطلاعات علميا، وبحكم طبيعتها العشوائية، لا بد أن تحتوي على نسبة خطأ أو هامش من اللادقة يقدر عادة بـ3 نقاط مئوية أو 2.5؛ أي أن الفرق بين هاريس وترامب أقل من هامش الخطأ في الاستطلاعات، ما يعني أن أيا منهما ما يزال يحظى بفرص متساوية من الفوز أو الخسارة.
عالم الاستطلاعات التي تقيس الرأي العام شاسع، دخل إلى بعض من أجزائه المال فأصبح “بزنس”، وهناك شركات متخصصة بذلك.
لا ضير بجني الربح، فهذا حق مشروع، المشكلة عندما تصبح الرغبة بالربح سببا في إنتاج أرقام من نوع معين ترضي طالب الاستطلاع.
هذا موجود في أميركا وموجود أيضا بالأردن، فثمة جهات تنتج أرقاما بحسب ذائقة طالبها، لتقول له ما يريد أن يسمع رغبة بالحصول على الرضا أو المال. هذا لا ينطبق على الجميع بطبيعة الحال، وهناك جهات غير ربحية ما تزال تنتج أرقاما علمية دقيقة يمكن الاستناد إليها، وهذه عادة تكون مؤسسات مجتمع مدني غير ربحية أو ممولة من جهات غير ذات تفضيل لنوع معين من النتائج أو من جامعات مرموقة.
آخر الاستطلاعات غير العلمية تمت على منصة إكس، قام بها ايلون ماسك، طالبا من متابعيه التصويت لترامب أو هاريس، فكانت النتيجة 24 % لهاريس و76 % لترامب، من 30 مليونا صوتوا على المنصة.
بطبيعة الحال، هذه نتيجة غير علمية بالمطلق لأن العينة التي صوتت غير عشوائية، هم من مناصري وأتباع ماسك على منصته، وبالتالي هم أقرب للونه السياسي الذي يفضل وينحاز لترامب.
الاستطلاعات العلمية الدقيقة أثبتت صدقيتها، ولكنها فعلت ذلك عندما تم تنفيذها باحترافية، والاحترافية هنا معناها: أولا، العشوائية باختيار العينة لتمثل كامل أطياف المجتمع توصف أنها تماما كعينة الدم التي تسحب من الجسم، وهنا نسحب عينة من المجتمع، وثانيا، الحيادية بطرح السؤال وألا يكون بأي لغة موجهة، وهي من مشاكلنا بالأردن، وثالثا، السيطرة على التنفيذ، وهذه أيضا إحدى أكبر مشاكلنا بالاستطلاعات بالأردن، ورابعا، المؤسسية البعيدة عن المال أو الانحياز السياسي، وهذه مشكلة عالمية وبالأردن أيضا.
هذه معايير مهمة جدا طبقتها مؤسسات عالمية فأصبحت أرقامها ذات مصداقية عالية، وكانت بالفعل في غالبية المرات قريبة من النتائج الحقيقية، بما فيها انتخابات هيلاري كلنتون – ترامب وال غور – بوش، ففي الحالتين صدقت الاستطلاعات، إذ فاز كل من ال غور وكلنتون بغالبية الأصوات، ولكنهما خسرا الانتخابات بسبب تعقيد النظام الانتخابي الأميركي أو ما يسمى طريقة احتساب المجمع الانتخابي.