نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

قال المحلل السياسي شادي مدانات في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن المفاوضات مع إسرائيل لم تؤت ثمارها منذ فترة طويلة، حيث كانت إسرائيل تخطط وتجهز لاجتياح رفح.

وحول الصفقة الأخيرة التي قيل إنها بلغت نهاياتها، أوضح مدانات أن إسرائيل هي التي لا ترغب في صفقات أو مفاوضات ولا تسعى إلى حل، بل تهدف إلى تحقيق أهدافها الأساسية، المتمثلة في اجتياح رفح، وتحقيق أهدافها على الجبهة الشمالية، وإنهاء المقاومة في غزة. مشيرًا إلى أن هذا الهدف صعب المنال، إذ تؤكد الشواهد التاريخية عدم القدرة على إنهاء أو سحق أي مقاومة شعبية، كما يظهر من تجربة فيتنام.

وأضاف بقوله: إن إسرائيل هي الطرف الأكثر شعورًا بالحاجة إلى خلط الأوراق في المنطقة، وتسعى إلى جرّ أمريكا والغرب نحو حرب وتصعيد إقليمي، وبيّن أن إسرائيل تنظر إلى التصعيد كفرصة قد لا تتكرر في المستقبل، حيث يعتقد الاحتلال أن موازين القوى تميل لصالحه بفضل حماية ودعم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لها بالأسلحة والقوات العسكرية.

وأشار مدانات إلى أن العمليات العسكرية والتحذيرات ليست بداية ونهاية، بل هي جزء من استمرارية التصعيد التدريجي المدروس من قبل حزب الله، مع حذر إسرائيل من تغيير موازين القوى بشكل مفاجئ وكبير، مؤكدا أن خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي سيلقيه اليوم، سيكون بمثابة رد لبناني على إسرائيل للحفاظ على معادلة الردع والتوازن.

نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب بأكتوبر الماضي (رويترز)

وأوضح مدانات أن الرسائل التي سيرسلها حزب الله إلى إسرائيل اليوم ستكون أكثر وضوحًا وفاعلية في الردع، حيث إن إعلان حزب الله عن ما يمتلكه من صواريخ وقدرات وأنفاق يعتبر من أهم العوامل التي تجعل إسرائيل حذرة، وهذا ما يبرر تصريح وزير الحرب الإسرائيلي عندما قال: “لا نرغب في حرب شاملة، لكننا سنقصف مناطق معينة”.

أما فيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على هجوم حزب الله نحو العمق الإسرائيلي، أكد مدانات أن الرد سيكون حتميًا، لكنه سيكون متوازنًا مهما كانت النتائج، وأضاف أن إسرائيل ستتبع في ردها سياسة “التحجج” لتبرير أفعالها، كما فعلت سابقًا عندما تحججت بقصة الجولان والأطفال الذين قُتلوا، واتهمت حزب الله بقتلهم.

وبالنسبة إلى خطورة عدم الرد من قبل إيران وحلفائها، أشار مدانات إلى أن عدم الرد سيجعل إسرائيل تتمادى أكثر، وهذا ما يبرر تطور التصعيد المتبادل المدروس والحذر من كلا الطرفين.

واختتم مدانات حديثه بقوله: إن الموقف الأمريكي هو الذي يحكم الأمور، حيث ترفض الولايات المتحدة التصعيد وجر المنطقة نحو حرب إقليمية، إلا أنها في ذات الوقت لا تمانع تصعيد الأمور، بشرط ضبط تحركات إسرائيل ضمن حدود وضوابط معينة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أعطت “الضوء الأخضر “لنتنياهو في الفترة الماضية للقيام بحملة الاغتيالات.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version