نخبة بوست – منذ خمسين عاما، وإسرائيل تقصف وتدمر وتقتل وتبيد، والطائرات الاسرائيلية تختال فوق رؤوسنا.
وأمس، صواريخ ومسيرات « حزب الله « اللبنانية حلقت فوق تل ابيب، وقصفت أهدافا عسكرية واستخباراتية، وهطلت صواريخ الحزب على الموساد الاسرائيلي، ومنشآت عسكرية اسرائيلية. رأس نتنياهو انه ملقى بين يدي المقاومة.
و هذا هو الثأر الحقيقي والانتقام.. وقد اتى رد حزب الله قويا ومنيعا، وردا رادعا لاسرائيل. انه حدث تاريخي في الصراع العربي / الاسرائيلي. فماذا لو استهدفت صواريخ ومسيرات المقاومة مقر الحكومة ووزارة الدفاع والكنيست ومفاعل ديمونا ؟!
او أن صواريخ ومسيرات حزب الله استهدفت رؤوس ورقاب بن غفير وسموترتش. وهما صاحبا مقولة ان لنهر الاردن ضفتين : هذه لنا وتلك لنا ايضا.
المقاومة و»حزب الله» باتوا على بينة واضحة من نقاط الضعف في اسرائيل.. ونقاط الضعف القاتلة بنيويا واستراتيجيا. و في بنك حزب الله الاستخباراتي والاستطلاعي رصيد لا ينفد من الاهداف العسكرية والامنية في العمق الاسرائيلي، وشملت المرحلة الاولى من الرد على 1500 كم مربع. حرب استنزاف طويلة، وصواريخ ومسيرات حزب الله فتحت طريقا لتنهال على المدن والمؤسسات العسكرية والامنية الحيوية في شمال فلسطين المحتلة ووصولا الى تل ابيب. رد «حزب الله» يؤسس لقتال طويل، ولمعركة مفتوحة مع اسرائيل، ومعركة متحركة ومتعددة الجبهات، ولن يشارك بها مقاتلو حزب الله فقط.
و السؤال الاهم في حالة الردع ومعركة الاستنزاف المفتوحة كم يهودي يمكن ان يبقى في فلسطين المحتلة ؟
وماذا يملك نتنياهو غير الرؤوس النووية ليرد على حزب الله. وليدافع عن وجود ومصير اسرائيل ؟
الجيش الاسرائيلي متهالك واستنفد قوته وطاقته في حرب غزة، وفي ليلة وضحاها لا يستيطع ان يخوض حربا جديدة. و ان راهن نتنياهو على سلاح الجو، فان القذائف لا تحسم حربا ومعركة عسكرية، وغزة مثال حي وشاهد.
و الجيش الاسرائيلي مصاب في وهن ببنيته العسكرية. واين هي الفلسفة العسكرية الاسرائيلية، وعمادها الضربات الصاعقة والمفاجأة في العدوان والحرب، والقتال على ساحات الاخرين ؟! و ما لا يدركه نتتياهو وحليفه بايدن في البيت الابيض ان الحرب ليست مع ساحات المقاومة فحسب. بل ان ثمة قواعد شعبية في دول الاقليم تضغط على الانظمة السياسية للمشاركة في مواجهة اسرائيل. و في تركيا، قواعد حزب العدالة والتنمية تضغط على اردوغان ليكون له موقف مغاير من حرب غزة.
قبل وبعد رد «حزب الله»، والرد الايراني المنتظر، المقاومة في مستوى عال من الروح المعنوية قيادة ومقاتلين.
ولولا المد العسكري الامريكي، ولولا الاسناد الامريكي السياسي والاستخباراتي لكانت اسرائيل الان تحارب في العصا والسكين والحجارة. وهذا ليس تقديري وكلامي، ولكن تحدث به صراحة قادة عسكريون وامنيون اسرائيليون.