نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله للأوضاع في غزة إن حدة الخلاف في إسرائيل بدأت تتصاعد بين المؤسستين الأمنية والعسكرية من جهة، والمؤسسة السياسية من جهة أخرى.
وأشار أبو زيد إلى حديث وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي قال فيه: “بإمكاننا التعامل مع الوضع في محور فيلادلفيا إذا خرجنا منه لمدة 6 أسابيع”، وعلى النقيض من ذلك، جاء حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي نقلته القناة 12 بعد دقائق، حيث قال: “لن نتراجع عن موقفنا بخصوص محور فيلادلفيا ولا يهمني موقف القيادة الأمنية.”
هذا التصريح، وفقًا لأبو زيد، يعكس عمق الخلاف القائم حول جدلية الانسحاب من محور فيلادلفيا. إذ يدرك المستوى العسكري والأمني تمامًا، أكثر من السياسيين، حجم المخاطرة العملياتية بالاستمرار في العملية العسكرية بشكلها الحالي بسبب الخسائر. بينما يصر السياسيون على ضرورة التمسك بمحور فيلادلفيا واستمرار العملية العسكرية، مما يشير، حسب أبو زيد، إلى احتمالين: إما استقالة وزير الدفاع، أو المزيد من الخسائر مع تحقيق القليل من الإنجازات.
وأضاف أبو زيد في حديثه أن هناك مؤشرات على تغير في تكتيكات أجهزة استخبارات الاحتلال، وقد يكون هذا التغيير مرتبطًا بطريقة تفكير الرئيس الجديد للجهاز، الجنرال شلومي بندر، القادم من شعبة العمليات، والذي يبدو أنه سيركز على تجنيد العملاء والعنصر البشري أكثر من الاستخبارات الفنية. وقد لوحظ هذا من خلال تردد اسم يحيى السنوار واتصالاته وتحركاته في الأخبار خلال الـ48 ساعة الماضية. ورغم أنها قد تكون فقاعات إعلامية، إلا أن توقيت ظهورها يلفت الانتباه ويشير إلى وجود لعبة استخباراتية تستهدف تحريك ملف الهدف الأعلى قيمة رقم 1 لأجهزة الاستخبارات، وهو يحيى السنوار.
كما أشار أبو زيد إلى أن هناك تزايدًا في المؤشرات التي تدل على أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستعد لعمليات واسعة في الضفة الغربية، ومن المتوقع أن تبدأ هذه العملية قريبًا، مما سيضع الضفة الغربية في دائرة الصراع القائم. ويعتقد أبو زيد أن الاحتلال يدرك أن فاتورة تكاليف العملية في الضفة لن تقل عن تلك التي دفعها في غزة.
