نخبة بوست – هذا الإجرام الذي تمارسه المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني غير مسبوق بهذه الشراسة والقسوة، القتل المتعمد للمدنيين، تدمير البيوت على أصحابها، استهداف المستشفيات والمدارس والجامعات والطرق وكافة وسائل وأدوات وعناوين الخدمات العامة.
إجرام حقيقي، ملموس ومتعمد بهدف: 1- التخلص من البشر، 2- جعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة والعيش الطبيعي، ولكن هل تنطبق صفة الإجرام فقط على سلوك المستعمرة وجيشها وأجهزتها الامنية، أم أن كل صامت على هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، هو شريك في الجرم بالصمت عليه، أي بقبوله، وعدم الاحتجاج عليه ورفضه، وعدم إدانته، وهو بمثابة شيطان أخرس؟؟
هناك حرب على أوكرانيا من قبل روسيا، ومع ذلك تجد أن كييف مدينة مشتعلة نشاطا وحيوية، لا يصيبها الأذى، و سائر المدن الأوكرانية، غير مستهدفة من الجيش الروسي، وإذا تعرضت مؤسسات مدنية أو مدنيون للاذى، يُسارع الجيش الروسي لتقديم الاعتذار باعتباره خطأ غير مقصود، غير مستهدف، ووقع الخطأ خارج الإرادة والقرار المركزي الروسي.
في فلسطين ترتكب المستعمرة المجازر يومياً، والقتل للمدنيين بالعشرات، وأصدقاء وحلفاء المستعمرة الذين يدعون كذباً احترام حقوق الإنسان: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا وغيرهم، صايبهم العمى والطرش والخرس، بشأن سلوك المستعمرة الإجرامي، وصايبهم العمى والطرش والخرس بخصوص معاناة الشعب الفلسطيني وأوجاعه وما يتعرض له، والأبلى من هؤلاء البلدان العربية والإسلامية، حيث لا احتجاج، ولا حركة، ولا إدانة، ولا أي نوع من أنواع العين الحمراء، في قطع العلاقات مع المستعمرة، أو تجميدها، أو محاولة الاستنفار لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني لمواجهة محنته وآلامه.
المستعمرة الإسرائيلية وأسيادها وحلفاؤها يعرفون أن نتائج المعركة لن تقتصر على المشهد السياسي فلسطينياً وإسرائيلياً، بل ستترك آثاره الإيجابية أو السلبية على مجمل الوضع السياسي في منطقتنا العربية، فالعلاقات والتطبيع مع المستعمرة لن يتوقف فقط بل قد يتراجع، لأن الرهان على مكانة المستعمرة وقوتها ستتراجع، والذين توهموا أن المستعمرة ستكون لهم رافعة سياسية أو عسكرية لتحميهم إقليمياً، لأنها صاحبة اليد العليا في هذه المنطقة المستباحة، ولذلك يخشون ان يدها لن تكون كما توهموا، بعد عملية 7 أكتوبر وتداعياتها، وهذا ما يُفسر أن نتنياهو يعمل على توسيع خارطة المواجهة كي يكون عنوانها: إسرائيلي إيراني، وأن المستعمرة هي القاعدة التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة إيران.
هذا الوهم سيتبدد، أمام تراجع مكانة المستعمرة وصمود المقاومة الفلسطينية، فكيف سيكون إذا حققت المقاومة بعد صمودها الانتصار الأكيد؟؟