نخبة بوست – أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن الفصائل في شمال الضفة الغربية لم تشارك في عملية 7 أكتوبر. وهو ما يُبرز نوايا حكومة نتنياهو لتصفية كل مظاهر الحياة في المناطق المحتلة. وجاء ذلك ردًا على الانتقادات الموجهة لقيام المقاومة بشن هذه العملية.
وأشار أبو زيد إلى أن المعارض التقليدي لنتنياهو، يائير لابيد. لم ينتقد عملية الضفة بالشدة التي انتقد بها العملية في غزة، رغم أنه كان رئيسًا للوزراء بين عامي 2021-2022 وأمر بشن عملية “كاسر الأمواج” في الضفة. تلك العملية، التي فشلت في اجتياح مخيم جنين، دفعت جيش الاحتلال إلى إيقافها.
وأضاف أبو زيد أن جيش الاحتلال يسعى من خلال عملية الضفة إلى استعادة صور “كيّ الوعي” التي رافقت عملية “السور الواقي” عام 2002. وهو المصطلح الذي استخدمه لأول مرة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق. الجنرال موشيه يعالون، للإشارة إلى استخدام القوة المفرطة في قمع المقاومة عبر سياسات العقاب الجماعي ضد المدنيين.
وفي تطورات ميدانية، أوضح أبو زيد أن جيش الاحتلال بدأ يوم الجمعة دخولًا حذرًا إلى مخيمات شمال الضفة. وتعرض لهجمات غير متوقعة في مخيم جنين.
هذا يشير إلى أن الاحتلال بات أكثر حذرًا داخل المخيمات رغم تقدمه السريع في مدن شمال الضفة، إذ يدرك حجم المخاطرة العملياتية بمواجهة نفس الفصائل التي تقاتل في غزة وتوجد في مخيمات الضفة.
ويبدو أن المقاومة تسعى إلى جرّ الاحتلال للدخول إلى داخل المخيمات لتحقيق هدفين: إيقاع الخسائر بقواته وجره إلى معركة طويلة. ويؤكد ذلك استخدام ناقلات الجنود المدرعة من نوع “نمر” بدلاً من الآليات خفيفة التصفيح التي استُخدمت في بداية العملية، ما يعكس ارتفاع مستوى التحذير الاستخباري لجيش الاحتلال.
واختتم أبو زيد بالإشارة إلى استطلاع نُشر في “جيروزاليم بوست” أظهر أن 58% من الإسرائيليين فقدوا الثقة برئيس الأركان. في ظل تصاعد حالات رفض الجنود العودة للقتال في غزة. هذا يشير إلى مدى عمق الأزمة التي يعاني منها جيش الاحتلال في القطاع، ما أجبره مؤخرًا على الانسحاب من خان يونس، مع توقعات بحدوث انسحابات أخرى من شمال غزة.
