نخبة بوست – صرح رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، المهندس موسى المعايطة، أنه سيعمل على منع تقديم مآدب الطعام في مقرات المرشحين في الانتخابات القادمة؛ وذلك من خلال تعديل التعليمات لمنع هذه المظاهر التي تسيء للعملية الانتخابية، والتي اعتبرها نوعًا من أنواع الرشوة الانتخابية.

وفي تعليقه على هذا التصريح، قال النائب السابق د. محمد أبو هديب إن حجم البذخ المالي الذي صرف على الدعاية الانتخابية خلال الدورة الحالية فاق كل التوقعات، بحيث أصبح حجم هذه الأموال لافتًا للانتباه.

وتابع أبو هديب أن اللافت للانتباه هو أن مصادر هذه الأموال التي تضخ بهذه الكمية الكبيرة لصالح الدعاية الانتخابية، ومن قبل المرشحين، تفوق الطاقة التي اعتاد عليها الشعب الأردني من قبل المرشحين.؛ وخصوصًا أننا اعتدنا أن يكون هناك في المقرات الانتخابية نقاش حول الشأن العام أو حول القضايا الوطنية التي تهم الناخب الأردني، لكن تم استبدال ذلك بالأغاني والعروضات على حساب البرنامج والطرح.

وفي ذات السياق، شدد على ضرورة أن تفتح الهيئة المستقلة للانتخاب أعينها على هذا الكم الكبير من الأموال التي تُصرف، واصفًا إياها بـ “الهدر المالي”.

أبو هديب : هدر مالي مبالغ فيه

وأضاف أبو هديب أن الأردنيين لم يعتادوا على هذا الهدر في المال خلال الحملات الانتخابية؛ مما قد يسيء للعملية الانتخابية ويعطي انطباعًا بأن من لا يملك حجمًا كبيرًا من المال لا يستطيع حتى مجرد التفكير في الترشح للانتخابات،  وهذا يتعارض مع الشعارات التي يدعو لها مشروع التحديث السياسي، والتي جاءت لتؤكد على شعارات مثل تمكين الشباب والمرأة.

وقال أبوهديب:” لا أعتقد أن هؤلاء يمتلكون هذا الكم الكبير من المال الذي نراه في شوارع عمان والمحافظات، لاسيما أن مشروع التحديث السياسي، الذي يُعَوَّل عليه كثيرًا، يهدف إلى أن نذهب إلى برلمان مختلف عن البرلمانات السابقة.”

ونوه إلى ضرورة إعادة النظر والفحص العميق لكل مجريات العملية الانتخابية، سواء على صعيد القوائم الحزبية أو القوائم المحلية، من أجل تصويب كل الأخطاء التي ظهرت خلال هذه الدورة لتفاديها في الدورات القادمة.”

وفي ذات السياق، بين أبو هديب أن هذا الهدر المالي في المقرات الانتخابية قد يرتبط مع الأحاديث الدائرة في الأوساط الأردنية حول الرشوة الانتخابية والمال السياسي الأسود الذي يمارسه البعض لشراء الأصوات واستغلال حاجات الناس، مما قد يُسِيء للعملية الانتخابية ويحد من حجم الإقبال على الصناديق.”

أبو غنيمة: ولائم الطعام اصبحت بديلا للبرامج الانتخابية

من جانبه، أشار الناشط السياسي والنقابي أحمد أبو غنيمة إلى أن هذه المآدب لا يمكن النظر إليها إلا كنوع من ‘الرشوة الانتخابية’ التي يجب على المرشحين الابتعاد عنها؛ لأنها تسيء لهم أولاً ولمناصريهم ثانياً، وهي كذلك تعطي انطباعاً عن هؤلاء المرشحين أنهم بلا برامج انتخابية حقيقية يقدمونها لأنصارهم، ويستعيضون عن هذه البرامج الانتخابية بولائم الطعام على قاعدة “‘طَعْمِي الثم بتستحي العين.'”

وشدد أبو غنيمة على ضرورة وضع حد لمثل هذه الظواهر السلبية التي تسيء للعملية الانتخابية، كما دعا الهيئة المستقلة للانتخاب والجهات المعنية إلى عدم التهاون مع المال السياسي الفاسد وشراء ذمم الناخبين، الذي لا زلنا نسمع قصصًا وحكايات عنه رغم الإجراءات الرسمية لمحاربته والحد منه.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version