نخبة بوست – صرّح الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد بأن الشارع الإسرائيلي يشهد لأول مرة تحركًا بهذا الزخم للمطالبة بوقف إطلاق النار والاتجاه نحو صفقة لتحرير الأسرى. وأشار أبو زيد إلى أن دخول إيهود باراك إلى جانب لابيد في الدعوة إلى عصيان مدني في إسرائيل، الذي انضم إليه العمال والأطباء، من المتوقع أن يؤدي إلى تصاعد الأمور لدرجة قد يجد فيها نتنياهو نفسه أمام واقع صعب يضطره إلى اتخاذ قرار يتعلق بوقف العملية العسكرية والانتقال إلى المسار الدبلوماسي.
وأشار أبو زيد إلى أن المقطع الذي بثّته المقاومة وحمل رسائل حول جثث الأسرى التي انتشلها الاحتلال اليوم من رفح، جاء متزامنًا مع تحركات الشارع الإسرائيلي، مما يعكس قوة البعد الإعلامي الذي تعمل عليه المقاومة في تحريك الشارع الإسرائيلي.
وأضاف أبو زيد أن انخفاض حدة العمليات العسكرية في غزة بات واضحًا ويعود لعدة أسباب، أبرزها أن قوات الاحتلال وصلت إلى حالة من الإنهاك وفقدان الأهداف، مما جعلها غير قادرة على الاستمرار. ويبدو أيضًا أن نتنياهو ضبط معادلة الصراع بحيث يتجه نحو التهدئة في غزة والتصعيد في الضفة الغربية، إرضاءً لليمين وفي الوقت نفسه توافقًا مع رغبة جنرالات الجيش الذين بدأت ترتفع أصواتهم للمطالبة بوقف العملية العسكرية في غزة.
وأشار أبو زيد إلى أن ما نشر من استطلاع للرأي يظهر فقدان 54% من الإسرائيليين الثقة برئيس الأركان هرتسي هليفي، مما يؤكد وجود خلل بنيوي في هيكلية الجيش انعكس على مستوى العملية العسكرية وخلق أزمة ثقة بين الجيش والشارع. ويرى أبو زيد أن هذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى الخروج بمعادلة تفضي إلى وقف العمليات العسكرية في غزة ضمن صياغة دبلوماسية في إطار المفاوضات الجارية في الدوحة.
