نخبة بوست – حدثني عطية الفراهيد رئيس نادي الطفيلة، عن تحولات واضحة متزايدة، تجري في أوساط الرأي العام الطفيلي، تجاه المرشحين الذين يغرفون من بحر الدنانير، فتظنهم يملكون مطبعة مخمسات ومعشرات وعشرينات وخمسينات !!

الاستياء والسخط والقرف، من المرشحين الذين يحاولون النجاح معتمدين، لا على كفاءاتهم وقدراتهم، بل على شراء أصوات الناخبين، لم يعد استياءَ وسخطَ وقرفَ المرشحين المحترمين، الذين تقدموا لمهمة الترشح الوطنية، وجيوبهم خاوية، لأنهم فهموا ان الملاءة المالية والثراء الفاحش، ليست من شروط الترشح للانتخابات النيابية !!

السخط على محاولة إفساد الضمائر، يمتد إلى عمق شعبنا في مختلف محافظاتنا، فيكاد يصبح ظاهرة وطنية عامة.

لقد بات طافيًا على السطح، ان عددًا كبيرًا من أبناء الطفيلة، أصبحوا يضعون شروطًا، يجب ان تتوفر في المرشح، من أهمها أن لا يكون من فصيلة سفهاء المال، الذين يعولون على شراء الأصوات.

فالمواطنون يضيفون شرطًا ثالثًا، يجب ان يتوفر في المرشح، هو ان يكون نزيهًا، إضافة إلى الشرطين الأساسيين المهمين الواردين في القرآن الكريم: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.

لقد اختط الأردنيون أسلوبًا مستمَدًا من حكمة الإمام علي كرّم الله وجهه الذي قال: «اُزْجُرِ المُسيءَ بِثَوَابِ اَلمُحْسِنِ» !! والمحسن في حالتنا هذه، هو من لا يشتري الأصوات الناخبين، ولا يخرب الضمائر !!.

كدنا، في غمرة سخطنا وغضبنا واحتدادنا، على المسئ، ان ننسى دعم وشكر من يقف موقفًا نزيهًا شريفًا !!

ثبت عن الرسول الكريم قوله: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”. وإن في الربط بين شكر الله وشكر الناس، حث على اعتماد فضيلة الشكر وممارسته.

لقد آن أوان شكر المرشح النزيه بانتخابه، ومعاقبة المرشح المسئ بحرمانه، ذلك ان النجاحُ بالمال، سوف يضع قيودًا وسدودًا، أمام كفاءات الوطن الفقيرة الشابة، التي لن يكون في مقدورها، وحتى في تفكيرها، الترشح إلى النيابة، للأبد !!

شاركها.
Exit mobile version