نخبة بوست – اليوم «صمت انتخابي».. وفلسفة «يوم الصمت الانتخابي» كما يعرّف بأنه «يوم التفكير» قبل اتخاذ القرار، وهي فترة تُحظر فيها الحملات الدعائية الانتخابية بكافة صورها وأشكالها، ويحدّدها قانون البلد الذي يجري فيه الاقتراع، تمنح الناخبين فترة للتفكير قبل الإدلاء بأصواتهم، بعيدا عن تأثيرات الحملات الانتخابية.
وتختلف فترة «الصمت» من دولة لأخرى، ولكن غالبا ما تكون في اليوم السابق للانتخابات واليوم الذي تجري فيه، وقد تطول هذه المدة أو تقصر، ففي ليتوانيا تبدأ فترة الصمت 7 ساعات قبل يوم الانتخابات، أما في صربيا وإندونيسيا فتكون 3 أيام قبل يوم الانتخابات.
وفي بعض الدول ليس هناك فترات صمت انتخابي، ومنها بلجيكا والسويد، لكنها تحظر القيام بالحملات الانتخابية يوم الانتخابات داخل مراكز الاقتراع وعلى مقربة منها.
في الأردن تنتهي الدعاية الانتخابية قبل 24 ساعة من اليوم المحدّد للانتخابات البرلمانية والمقررة غدا العاشرمن ايلول 2024.
– يوم غد يوم أداء «الصوت» الذي سيحدّد حاضر ومستقبل هذا البلد للسنوات الأربع القادمة، في مرحلة مختلفة «شكلا ومضمونا»، فشكل المجلس من حيث عدد الأعضاء بات مختلفا (138عضوا)، وفق ما حدّده قانونا الانتخاب والأحزاب الجديدين، واللذان يعتبران ثمرة التحديث السياسي، وسيختلف مضمونا، حيث غيّر القانونان أيضا -اضافة لتعديلات توزيع الدوائر الانتخابية (18) دائرة محلية، اضافة لتخصيص (41 مقعدا) للأحزاب (الدائرة العامة).. وكل ذلك سيغيّر من شكل ومضمون المجلس القادم.
– في يوم «الصمت الانتخابي» لا يجوز للاعلام أن يروّج لصالح حزب أو قائمة أو مرشح، ولكن عليه القيام بدوره بالحثّ على التوجه الى صناديق الاقتراع غدا، واختيار الأفضل والأقدر على حمل الأمانة، في هذه المرحلة التي تمرّ بها المنطقة جراء تداعيات العدوان على غزة، وتداعيات هذه الحرب على الأردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
– الانتخابات غدا.. ومن يرصد المشهد الانتخابي بالأرقام يستطيع وبكل سهولة أن يدرك من بيديه « قلب الموازين» ورسم خارطة المستقبل، بل وتحديد الفائزين، وللتأكيد على ما أقول اليكم الأرقام التالية:
*أولا -المرأة:
-عدد من يحق لهم الانتخاب يبلغ (5.115.219) ناخب وناخبة، عدد الاناث ( 2.689.926) يشكّلن نسبة (52.5 %)، أما عدد الناخبين الذكور فهو (2.425.293) وبنسبة (47.5 %).. أي أن الأرقام تقول بأن الاناث قادرات بتفوقهن العددي على التأثير أكثر من الذكور، بل وتقرير من ينجح ومن لا ينجح، وبيدهن انجاح من يخترن من المرشحات النساء واللواتي بلغ عددهن (170) مرشحة في الدوائر المحلية على مسار «الكوتا» يتنافسن على (18) مقعدا، اضافة الى (25) امرأة يتنافسن خارج مسار الكوتا «تنافس حر»، وبيد النساء أيضا انجاح أكبر عدد ممكن من المرشحات على القائمة العامة «الحزبية» واللواتي تصل نسبتهن الى (28 %) من المترشحين، وعددهن (192)مرشحة.
*ثانيا -الشباب:
– عدد الناخبين من الفئة العمرية أقل من 25 عاما يبلغ (1.119.832) ناخبا، وعدد الناخبين من الفئة العمرية أقل من 35 عاما يبلغ (2.323.478)، وبنسبة (45.4 %) من اجمالي عدد الناخبين، المرشحون الشباب ( 25 – 35 عاما) في القائمة العامة /الحزبية عددهم (160) مرشحا يتوزعون على (25) قائمة حزبية، أما في القوائم المحلية فعدد الشباب فيها (60) مرشحا يتوزعون على (174) قائمة في الدوائر الـ(18).. وهذه الأرقام تؤكد «القوة التصويتية الانتخابية « للشباب وقدرتهم على «التغيير» أيضا.
ثالثا – الناخبون الجدد «لأول مرّة»:
– تشير الأرقام الى أن نحو (478,108.000) ناخبا وناخبة جدد، يحق لهم التصويت للمرة الأولى في هذه الانتخابات، (مع وجود تصريحات رسمية أخرى تقول أنهم في حدود 600 ألف ناخب جديد) وهؤلاء (الشباب) أيضا يشكّلون نسبة مهمة قادرة على التغيير، وهم يختلفون عن نظرائهم الشباب الآخرين (تحت 35 عاما) بكونهم يمارسون حقهم الدستوري في الانتخاب للمرة الاولى، وهي فرصة جديدة لهم بكل تفاصيلها الانتخابية والحزبية.. وهؤلاء «الجدد» بمتوسط «نصف مليون» ناخب قادرون على التغيير أيضا.
* باختصار: اليوم «صمت»، وغدا «صوت» سيرسم شكل المرحلة القادمة لمجلس النواب ممثلي الشعب، وستكون الكلمة الفصل في رسم كامل الصورة للأكثر عددا وهم :النساء (52.5 %) من الناخبين، والشباب – دون الـ35 عاما ويشكلون ( 45.4 %) من اجمالي الناخبين، والناخبون الجدد نحو (نصف مليون) شاب وشابة.. شريطة أن تكون مشاركة هذه الفئات فاعلة «انتخابيا» كما هي عليه «ترشحا».. وهذا ما نراهن عليه لرفع نسبة المشاركة، وبنتائج تبشّر بمجلس جديد يكون بحجم التحديات والتطلعات للسنوات الأربع المقبلة.