نخبة بوست – في 8 سبتمبر 2024، وقع هجوم بإطلاق النار عند معبر جسر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الضفة الغربية والأردن. قُتل ثلاثة إسرائيليين، جميعهم حراس أمن في الخمسينيات من العمر، عندما أطلق مسلح من الجانب الأردني في شاحنة النار على أفراد الأمن الإسرائيليين. قامت القوات الإسرائيلية على الفور بإطلاق النار على المهاجم وقتله، وبعد ذلك تم إغلاق جميع المعابر الحدودية بين إسرائيل والأردن.
ماذا يعني ذلك؟
- الهجمات الفردية (أو الذئاب المنفردة)، سواء المنظمة أو غير المنظمة، باتت في تصاعد وتحظى بدعم شعبي متزايد في بعض الدول العربية. نفذت مثل هذه الهجمات في أماكن مختلفة مثل ألمانيا وعُمان ومصر. وهذا يسلط الضوء على البعد العابر للحدود لهذا الصراع. وغالبًا ما يتم تبرير هذه الهجمات من قبل المنخرطين فيها بأنها “انتقام من الفظائع التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة”.
- الأردن تحت ضغط داخلي وخارجي. فبينما يحافظ على السلام مع إسرائيل، فإنه ينتقد بشدة تصرفات إسرائيل في غزة، مما يتماشى مع الدعم الشعبي الواسع للفلسطينيين. حادثة جسر اللنبي والاحتجاجات العامة تضيف ضغوطًا إضافية، مما يجبر الحكومة على الموازنة بين الدبلوماسية والمشاعر المحلية.
العواقب
- قد تصبح الهجمات الفردية التكتيك العملياتي الجديد، مما يحل محل الطرق التقليدية التي تستخدمها الجماعات المسلحة في التجنيد والعمليات، مما يزيد الضغط على الأجهزة الأمنية.
- ردًا على الهجوم، أغلقت إسرائيل جميع المعابر البرية مع الأردن، مما عطل الحياة اليومية والتجارة وحركة الفلسطينيين، مما قد يتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في الضفة الغربية.
- الحكومة الأردنية، التي تنتقد بالفعل تصرفات إسرائيل في غزة، تواجه الآن مطالب شعبية متزايدة لاتخاذ إجراءات. الهجوم والاحتجاجات المستمرة يمكن أن يزيدا من زعزعة الاستقرار داخل البلاد.
- ربط الحكومة الإسرائيلية للهجوم بإيران يسلط الضوء على تزايد المخاوف بشأن الجماعات المدعومة من إيران. قد يؤدي ذلك إلى زيادة العسكرة وتشديد الأمن على الحدود، مما قد يؤثر على العلاقات المستقبلية بين الأردن وإسرائيل.
استنتاج ريماركس للعنف السياسي
يؤكد هجوم جسر اللنبي على الطبيعة الهشة لاتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، الذي تم توقيعه في عام 1994، والذي يظل عرضة للاضطراب بسبب المشاعر الشعبية المتجذرة بعمق في الأردن. هذه الحادثة، في سياق الصراع بين إسرائيل وغزة، تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي وتبرز كيف أن الأعمال الفردية للعنف تضع ضغوطًا على العلاقات الدبلوماسية. تأييد الجماعات المؤيدة لإيران للهجوم، مثل الجهاد الإسلامي، يشير إلى تحول محتمل في تكتيكات التجنيد، مما يعقد موقف الأردن تجاه إيران.
سواء كان المهاجم مرتبطًا بجماعة أو تصرف بمفرده، فإن أفعاله تزيد من الضغط على الأجهزة الأمنية في كل من الأردن وإسرائيل. علاوة على ذلك، قد تشكل هذه الهجمات الفردية نموذجًا يحتذي به الآخرون، مما يلهم المزيد من العمليات الفردية. هذه الهجمات، التي تتطلب بنية تنظيمية أقل وتخطيطًا أقل، قد تصبح تكتيكًا أكثر شيوعًا لأنها أثبتت أنها أصعب على القوات الأمنية التنبؤ بها ومنعها.
يواجه الأردن موقفًا حرجًا، حيث يعارض علنًا تصرفات إسرائيل بينما يحافظ على السلام الرسمي معها. تاريخيًا، يعكس حادثة أحمد الدقامسة في عام 1997، عندما قتل جندي أردني تلميذات إسرائيليات، هذا الديناميكية. رغم سجنه، أصبح الدقامسة رمزًا للمقاومة، مما يظهر كيف أن مثل هذه الأعمال تترك أثرًا عميقًا في المجتمع الأردني وتعقد العلاقات بين الأردن وإسرائيل.