نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن العملية العسكرية في غزة وصلت إلى ما يُعرف في العرف الاستراتيجي بـ (culmination) الذروة، حيث استُنزِف بنك الأهداف ولم يعد لدى قوات الاحتلال ما تقدمه في مختلف محاور القتال، مما فرض على الاحتلال ضرورة البحث عن مخرج من غزة قبل التورط في المزيد من الخسائر. هذا ما يفسر تصريح وزير الدفاع يواف غالانت بشأن ضرورة التوجه إلى المسار الدبلوماسي، ويعزز التوجه العام لجنرالات متقاعدين للبحث عن مخرج من غزة من خلال ما عرف بـ “خطة الجنرالات”.
وأضاف أبو زيد أن ما يعزز تقييمنا بأن جيش الاحتلال متورط في غزة هو تصريح القائد السابق في الجيش اللواء يسرائيل زيف، الذي أشار إلى أن إسرائيل في غزة “عالقة وتنزف”. وهذا يدل على أن المؤسسة العسكرية والأمنية تدرك حجم انسداد الأفق العسكري في غزة، مما يُتوقع أن يؤدي خلال أيام إلى انسحاب جزء من قوات الاحتلال من غزة. غير أن ما يخشاه السياسيون في حكومة الاحتلال هو أن تعيد المقاومة إنتاج نفسها عسكريًا ومدنيًا في المناطق التي قد تنسحب منها القوات.
وفيما يتعلق بتصريحات جيش الاحتلال بشأن نقل الثقل العسكري إلى الجبهة الشمالية، أشار أبو زيد إلى أننا لا نزال نؤكد أن المؤشرات لا تدعم خيار العملية العسكرية البرية ضد حزب الله في جنوب لبنان. ويمكن تفسير تصريحات الاحتلال في هذا السياق كمحاولة للإيحاء بأن الخروج من غزة يأتي بهدف الانتقال إلى الجبهة الشمالية.
وحول تطورات الضفة الغربية، توقع أبو زيد أن يوسع الاحتلال عملياته جنوب الضفة، وأن يكون الهدف القادم هو نابلس ورام الله للوصول إلى الهدف الرئيسي وهو الخليل، مع توقع المزيد من العمليات الفدائية داخل مناطق الخط الأخضر.
