كانت رسالة جلالة الملك عقب الانتخابات البرلمانية العامة لعام ٢٠٢٤ واضحة وقوية إلى كل الأطراف على الصعيد الإقليمي والدولي وعلى الصعيد المحلي ايضا ، وعنوان الرسالة :

……الاردن الآن أقوى ….

وما يهمني في هذا السياق الصعيد المحلي ، حيث ينبغي التقاط الرسالة من الأطراف السياسية المحلية ، وخاصة الإسلاميين على وجه الخصوص ، حيث أن الأنظار متوجهة اليهم في ضوء النتائج الكبيرة التي حققتها جبهة العمل الإسلامي ..

التقاط الرسالة من قبل الجبهة ليس بالتحول عن خطابها ولا بتغيير مواقفها إزاء الكيان المحتل ، ولا بالتخفيف من موقفها في الدعوة إلى نصرة غزة والوقوف مع اشقائنا المقهورين في الأرض المحتلة ، ولا بتخفيف حدة الخطاب المطالب بنصرة الأقصى والمقدسات التي تتعرض للتهويد الممنهج ،لان الإسلاميين يحظون بالتاييد الواسع لهذا الخطاب ولهذه المواقف المعلنة والمعروفة ، وليس من الكياسة مطالبتهم بتغيير مواقفهم ، ولا بتقليل حدة خطاب رفض المحتل ومقاومة التطبيع معه، لان ذلك ليس من الوفاء مع الناخبين ، وليعذرني بعض الناصحين ..

إذن كيف يلتقطون الرسالة في ضوء هذا الوصف ..؟!

أعتقد أن التقاطهم للرسالة يكون عبر النقاط التالية :

  • أن يكون خطابهم في هذا المجال منسقا مع موقف اردني منظم وجماعي ،،بحيث يصبح سندا للدبلوماسية الاردنية ، وتصليبا للموقف الاردني في مواجهة الضغوط الإقليمية ، لانهم الآن أصبحوا يتحدثون بتفويض من الشعب الأردني عبر انتخابات شرعية معلنة ونزيهة ..
    بمعنى أن يكون هذا الخطاب القوي الممثل شعبيا موجها ضد حكومة الاحتلال المتطرفة ،التي تصرح عبر وزرائها عن أطماعها المعلنة في تهويد الضفة وغزة وطرد أهلها عبر حرب تدميرية شاملة تستهدف المنطقة كلها ، وتشعل حربا ضروسا تأكل الأخضر واليابس.. ونحن في الأردن مستهدفون قطعا وقولا واحدا ..
  • النقطة الأخرى في التقاط الرسالة أن يعرف الإسلاميون أنهم جزء من الدولة ومؤسساتها الدستورية العليا ، وقد قبلوا المشاركة في تحمل المسؤولية من خلال هذا العدد الكبير ،فينبغي أن يكون الخطاب مدروسا ومحكما ومصاغا بدقة ، ويجب إبعاد الساخرين والمتشفين والشعبويين والإستعراضيين الذين يضرون ولا ينفعون .. واستبعاد الاجتهادات الفردية غير المدروسة وغير المتفق عليها ..
  • النقطة الثالثة في هذا السياق أن يستفيدوا من كل الدروس السابقة ، وأن يستفيدوا من تجارب الإسلاميين في كل الأقطار العربية التي آلت إلى الفشل وعدم الإنجاز وتضييع الوقت والجهد الكبير عبر سنوات طويلة من الإعداد .. وأن ينظروا إلى المتاح وغير المتاح ،وأن يستلهموا روح تمثيل المجتمع كله بعيدا عن التفكير بروح الفئة أو الجهة ..

شاركها.
Exit mobile version