نخبة بوست – شهدت الساحة السياسية الأردنية تغييرات حاسمة هذا الأسبوع، مع رحيل حكومة بشر الخصاونة بعد أربع سنوات في السلطة، وهو ما يعتبر استحقاقًا دستوريًا وتجديدًا ضروريًا لمواجهة التحديات الراهنة. في حلقة من برنامج “نبض البلد”، شارك الكتاب والمحللون السياسيون حسين الرواشدة ومالك عثامنة بآرائهم حول دلالات هذه التحولات وآفاق المرحلة المقبلة.

الرواشدة: تجديد الحكومة يعيد الحيوية للمجتمع الأردني

تحدث الكاتب والمحلل السياسي حسين الرواشدة أن ما حدث من ترتيبات حكومية هو جزء من عملية تجديد الدولة. وقال: “ما حدث في هذا الأسبوع يأتي كجزء من تجديد الدولة لنفسها. الأزمات والوضع الاقتصادي يستدعيان محطة للتوقف والنظر فيما سيحدث، وهذا ما جرى بالفعل”.

وتابع الرواشدة موضحًا أن الأحداث الأخيرة أعادت الثقة والحيوية للمجتمع الأردني: “الأردنيون خرجوا اليوم يتحدثون عما حدث في المجلس والمسألة الحزبية، مما أعاد الحيوية للمجتمع، وهذا أمر إيجابي”.

و أكد الرواشدة على أن تجديد الحكومة والبرلمان يعكس قوة الدولة الأردنية: “عندما نقوم بتجديد البرلمان والحكومة، فإن الدولة تستشعر قوتها”. وتطرق إلى دور الانتخابات الأخيرة في توضيح كيفية صمود الأردن، مؤكدًا أن “الانتخابات وتغيير الحكومة هي إجابة واضحة على كيفية صمودنا”.

وحول التحديات التي تواجه الأردن، حدد الرواشدة ثلاثة سياقات رئيسية: “التحديات التي نواجهها لها ثلاثة سياقات: الأول هو الوضع الداخلي الذي يعاني من مشاكل ونقاشات شخصية، الثاني هو الوضع الإقليمي المتوتر، والثالث هو المتغيرات الدولية التي تطرح أسئلة حول كيفية تجاوز المرحلة بأقل الخسائر”.

وحول المواجهة المرتقبة بين المجلس والحكومة، قال الرواشدة: “المواجهة بين المجلس والحكومة إذا أُخذت بشكل إيجابي يجب أن تكون ضمن إطار أخلاقي وبرامجي، لأنها تخدم مصلحة الأردنيين”.

عثامنة: رحيل الحكومة استحقاق دستوري وعلامة على تجديد عقل الدولة

وصف الكاتب والمحلل السياسي مالك عثامنة رحيل حكومة بشر الخصاونة بأنه استحقاق دستوري طبيعي، مؤكدًا على أهمية تجديد عقل الدولة في هذه المرحلة: “رحيل الحكومة هو استحقاق دستوري، وهي أطول حكومة في عهد الملك. الدولة الأردنية يجب أن تفخر بأنها أنجزت المئوية الأولى ودخلت الثانية، وعقل الدولة مع التجديد”.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه البلاد، أشار عثامنة إلى أن الاقتصاد يشكل التحدي الأكبر: “أول تحدٍ يواجهنا هو الاقتصاد. الدولة لم تعد قادرة على تقديم ما كانت تقدمه في السابق. الحل يكمن في تعزيز القطاع الخاص لدفع عجلة النمو الاقتصادي”.

و عرج عثامنة أيضًا على شخصية رئيس الوزراء المكلف، واصفًا إياه بأنه “شخصية دفاعية عن فريقه، ويمتلك رؤية اقتصادية واضحة”. وأضاف: “لديه كتاب مهم حول الاقتصاد السياسي ويتحدث عن التشاركية بين القطاعين العام والخاص”. وأكد أن الرئيس المكلف يملك القدرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية فعّالة.

و علق عثامنة على نتائج الانتخابات الأخيرة، قائلاً: “الانتخابات الأخيرة أظهرت أن هناك تجديدًا، حيث كان هناك نجاح للتيار الإسلامي. بالرغم من بعض التحفظات على العملية الانتخابية، إلا أن هناك مصداقية كبيرة في النتائج”.

واختتم عثامنة حديثه بالتأكيد على ضرورة استعادة الدور الحقيقي لمجلس النواب في الحياة السياسية الأردنية: “المواجهة البرلمانية الصحية هي ما اشتقنا له منذ بداية العهد الديمقراطي. المشهد البرلماني في الفترات الأخيرة كان بائسًا، وعلينا استعادة دور الدولة ومجلس النواب”.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version