نخبة بوست – توعدت جماعة حزب الله اللبنانية بالثأر من إسرائيل بعد أن حملتها المسؤولية عن تفجير أجهزة اتصال محمولة (بيجر) الثلاثاء مما تسبب في استهشاد 11 على الأقل وإصابة نحو 4 آلاف آخرين، بينهم العديد من مقاتلي حزب الله والمبعوث الإيراني لدى بيروت.
وندد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بتفجير أجهزة الاتصال ووصفه بأنه “عدوان إسرائيلي”. ويستخدم حزب الله وآخرون في لبنان هذه الأجهزة في التواصل. وقال حزب الله إن إسرائيل ستنال “عقابها العادل” على التفجيرات.
ووقعت الانفجارات وسط احتدام العنف بين إسرائيل وحزب الله اللذين يخوضان أعمالا قتالية عبر الحدود في أسوأ تصعيد في سنوات، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول الماضي.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، إن 11 استشهدوا وأصيب نحو 4 آلاف، منهم 200 في حالة حرجة.
وأكد حزب الله في بيان سابق استشهاد اثنين من مقاتليه على الأقل في التفجيرات وقال إن هناك تحقيقا جاريا في أسبابها.
وانفجرت أجهزة البيجر في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وسهل البقاع.
وبثت قنوات إقليمية مقطع فيديو صورته كاميرا مراقبة وأظهر ما بدا أنه انفجار جهاز صغير محمول موضوع بجوار موظفة التعاملات المالية مع الزبائن في متجر بقالة خلال تلقيها النقود من أحد الأشخاص.
وقال مسؤول من حزب الله طالبا عدم ذكره بالاسم، إن انفجار الأجهزة هو “أكبر اختراق أمني” تعرضت له الجماعة خلال اشتباكات مع إسرائيل مستمرة منذ قرابة عام.
وقالت حركة حماس، إن تفجيرات أجهزة الاتصال “تصعيد… لن يقود كيان الاحتلال الإرهابي إلا لمزيد من الفشل والهزيمة”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان على محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحثت الخارجية إيران على عدم استغلال أي واقعة لتأجيج عدم الاستقرار. وتشكل إيران مع حلفائها حزب الله وجماعة الحوثي اليمنية وجماعات مسلحة في العراق “محور المقاومة” للتصدي للنفوذ الإسرائيلي والأميركي.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، إن كبار القادة، بمن فيهم الجنرال هرتسي هاليفي رئيس الأركان، عقدوا اجتماعا لتقييم الوضع “بخصوص حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات”، من دون التعليق مباشرة على تفجيرات لبنان.
وذكر المتحدث “لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية”، لكنه أضاف أنه “يجب الحفاظ على حالة اليقظة ليتم إطلاع الجمهور على كل تغيير في السياسة المتبعة بشكل فوري”.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز، إن مقاتلي الجماعة اللبنانية يستخدمون أجهزة الاتصال المحمولة (البيجر) كوسيلة منخفضة التكنولوجيا لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم.
والبيجر هو جهاز اتصالات لاسلكي يستقبل الرسائل ويعرضها.
إصابة الكثيرين
قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، إن مجتبى أماني السفير الإيراني لدى لبنان أصيب “إصابة سطحية” في أحد تفجيرات اليوم وإنه حاليا تحت الملاحظة في المستشفى. ولم يتسن لرويترز بعد تأكيد التقرير.
قال مصدران أمنيان لرويترز، إن كثيرا من المصابين، وبينهم مقاتلون من حزب الله، أبناء مسؤولين كبار في الجماعة اللبنانية.
وذكر المصدران أن أحد الشهداء هو نجل علي عمار العضو من حزب الله في البرلمان اللبناني.
وقال حسين خليل المسؤول الكبير في حزب الله مقدما تعازيه في نجل عمار “هذا ليس استهدافا أمنيا لشخص أو شخصين أو ثلاثة، هذا استهداف إلى وطن بأكمله، هذه مجزرة تشبه بكل أوصافها المجازر التي تحصل في غزة، نوع من الإبادة الجماعية”.
ونقلت قناة الجديد اللبنانية عن عمار قوله إن ما حدث عدوان إسرائيلي. وأضاف “سنتعامل مع العدو باللغة التي يفهمها”.
وتزيد تفجيرات الثلاثاء، من الثمن الباهظ الذي تدفعه الجماعة اللبنانية بالفعل على مدى العام المنصرم، إذ فقدت أكثر من 400 من مقاتليها في هجمات إسرائيلية، ومنهم فؤاد شكر القائد الكبير في تموز.
وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) في وقت سابق الثلاثاء، إنه أحبط مخططا لحزب الله لاغتيال مسؤول دفاعي كبير سابق خلال الأيام المقبلة.
وأضاف شين بيت في بيان إنه صادر عبوة ناسفة متصلة بنظام تفجير عن بعد باستخدام هاتف محمول وكاميرا خطط حزب الله لتشغيلها من لبنان، دون ذكر اسم المسؤول.
وذكر شين بيت أن محاولة الهجوم مماثلة لمخطط لحزب الله تم إحباطه في تل أبيب قبل عام، من دون الخوض في تفاصيل.
ويقول حزب الله إنه يريد تفادي الدخول في صراع شامل مع إسرائيل، لكن إنهاء الحرب في غزة فحسب هو الذي سيوقف الاشتباكات عبر الحدود.
وتظل جهود وقف إطلاق النار في غزة متوقفة بعد محادثات على مدى أشهر تتسوط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة.
صراخ من الألم
رأى صحفي من رويترز سيارات إسعاف تسير بسرعة في شوارع الضاحية الجنوبية وسط انتشار حالة من الهلع.
رأى أحد صحفيي رويترز في مستشفى جبل لبنان دراجات نارية مسرعة إلى غرفة الطوارئ التي كان فيها أشخاص ينزفون من أيديهم ويصرخون متألمين.
وقال حسن وزني مدير مستشفى النبطية الحكومي لرويترز إن نحو 40 مصابا يتلقون الرعاية في المستشفى. وتتضمن الإصابات جروحا في الوجه والأعين والأطراف.