نخبة بوست –مؤكد أن المغنين الأردنيين جميعهم جزء من حياتنا الثقافية والاجتماعية نعتز بهم، لكنهم يشكلون جزءا قليلا من تراثنا الفني والاجتماعي والثقافي، ففي معيار المكان ننتمي إلى شرق المتوسط القوس الممتد من الكويت إلى مالطا.مركزه بلاد الشام ويشمل العراق والروم والأناضول واليونان وجنوب إيطاليا وقبرص ومصر وشمال أفريقيا.

إن الجغرافيا التاريخية الممتدة من أورفا إلى العريش تتشابه إلى درجة التطابق في اللغة والعادات والتقاليد والطعام واللباس والعمارة وفي كل شيء تقريبا. وفي ذلك فإن فيروز تمثل للأردنين وجدانيا وتراثيا ومشاعر وأفكار نفس ما تمثله لدى اللبنانيين أو السوريين أو الفلسطينيين، وعلى أي حال فإن المسافة بين عمان وبيروت تجعلهما مدينة واحدة او حيين لمدينة واحدة. وكذا ميادة وصباح وصباح فخري وناظم الغزالي وسليمة وصالح وداود الكويتي وسعدون جابر. طيب فريد واسمهان من السويدا وأقاما فترة من الزمن في الأزرق، وهما أقرب إلينا جغرافيا واجتماعيا من ثلاثة أرباع سوريا (سوريا بالمعنى القائم منذ عام 1946) السويداء ودرعا ودمشق وبصرا الشام وصلخد تمثل لنا امتدادا جغرافيا وبشريا واجتماعيا وثقافيا لا يختلف عن الرمثا واربد والحصن وعجلون وتبنة وجرش والأزرق

وهناك اللغة العربية تاريخيا وجغرافيا فتمثل الجزيرة العربية واليمن وأفريقيا وآسيا تاريخيا وجغرافيا وطريق الحرير مكونا. هكذا فإن أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وليلى مراد وفريد واسمهان ومحمد عبده وطلال مداح وأبو بكر سالم، وقل الشيء نفسه عن الغناء والمغنين في مصر وليبيا والسودان والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وتشاد وارتريا واثيوبيا.

وقد صرنا مع الشبكية عالما واحدا متقاربا ومتداخلا ويمثل التراث الفني والثقافي العالمي جزءا من حياتنا وتكويننا.

عودة إلى فيروز فإنها تمثلنا وتعبر عنا وتوحدنا وتجمعنا وتكاد تكون القاسم المشترك بين بلاد الشام (على الأقل) تجمع بين السوريين (بالمعنى الطبيعي والتاريخي) على اختلافهم وتنوعهم وتعددهم الديني والسياسي بل وعدائهم وخصوماتهم

شاركها.

كاتب وباحث يكتب في الصحافة الاردنية والعربية منذ عام 1985 صدرت له كتب وروايات ومجموعات قصصية. منها الاردن الممكن: ما نحب ان نكون وما يحب فعله لنكون ما نحب. التطرف: التكوين المعرفي في الفهم المواجهة. الاعتدال والتطرف: الأصول الاقتصادية والاجتماعية.

Exit mobile version