نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لمشهد التطورات في جنوب لبنان وغزة، إن الضربات الجوية للبنية التنظيمية لحزب الله تعتبر نجاحًا مؤقتًا للاحتلال بفصل القيادة السياسية والميدانية عن بعضها البعض، مما يفسر سبب الارتباك في القرار داخل حزب الله، خاصة بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وأضاف أبو زيد أن الاحتلال اتبع تكتيك تقطيع الأطراف المحيطة بنصر الله للوصول إلى رأس الحزب. وأشار إلى أن ضربات الاحتلال للبنية التنظيمية لحزب الله أثرت بنيويًا في هيكلية الحزب، لكنها لم ترتقِ إلى مستوى التهديد الوجودي للحزب.
وأشار أبو زيد إلى أننا أمام تسارع دراماتيكي للأحداث، فإن نجح حزب الله في الاستمرار بقصف شمال الأراضي المحتلة أو توسيع نطاق القصف، يمكن أن نقول إن حزب الله نجح، ولو جزئيًا، في إعادة إنتاج سلسلة القرار.
ولفت أبو زيد إلى أن خليفة نصر الله المتوقع قد يكون إما نعيم قاسم أو هشام صفي الدين، وكلاهما من التيار المتشدد داخل الحزب، مما يشير إلى أن نموذج اغتيال إسماعيل هنية يتكرر مع حزب الله، حين تم اغتيال وجه معتدل وتم تنصيب يحيى السنوار، القائد الميداني والوجه المتشدد، خليفةً لهنية. بالنموذج نفسه قد يتم اختيار هشام صفي الدين، الوجه المتشدد، كبديل لنصر الله، مع عدم الإعلان عن ذلك لأسباب أمنية تتعلق بالحزب.
وفي إجابته على سؤال حول سبب نجاح استخبارات الاحتلال في جنوب لبنان وفشلها في غزة، أشار أبو زيد إلى أن استخبارات الاحتلال الهجومية قوية، بينما الاستخبارات الدفاعية ضعيفة، لذلك نجحت مع حزب الله وفشلت مع المقاومة في غزة. يضاف إلى ذلك، حسب أبو زيد، أن تعقيدات الواقع الديموغرافي والجغرافي خدمت المقاومة في غزة، بينما خدمت الاحتلال أمام حزب الله.
وأكد أبو زيد أننا أمام ساعات مفصلية يمكن من خلالها بناء تقييمات حول ما إذا كان حزب الله سيعيد إنتاج نفسه أم لا، بالاستناد إلى قدرته على رفع مستوى التهديد لشمال الأراضي المحتلة.
وأشار أبو زيد إلى أن حزب الله لن يخرج من المعادلة الصفرية، على الأقل أمام الواقع السياسي اللبناني، لذلك لن يقبل بأي تسوية لا تخدم بقاء الحزب ضمن سياقات المعادلة السياسية اللبنانية.