نخبة بوست – د. حسين محادين ( استاذ علم الاجتماع)
ببساطة علمية، الرُهاب هو الخوف الصارخ ازاء حدث كبير واقعا ونتائج غامض لم يوجد له جواب علمي او حتى سياسي مقنع وبالتالي يبقى مبعثا على القلق والتردد في يومياتنا هنا مواطنيين وحكومات وهما هنا لغايات الرصد والتحليل حربا لبنان وغزة انموذجان.
(1)
اقول ، إن الصراع العسكري والدموي المسلح والتهجير السكاني المتنام في لبنان والاقليم انما يمثل الحلقة الاوسع من الحرب النفسية بين القطبين المتحاربين، وهما عربا ومسلمين واسرائيل على طرفي صراع ايدلوجي ونفسي جغرافي/ سياسي ووجودي على المدى البعيد، خصوصا بعد ان وظفت واستثمرت اسرائيل وبنجاح كل من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في اختراقاتها واغتيالاتها الاستخباراتية والسياسية والايدلوجية لكل من حزب الله وايران معا ولكن على ارض غزة ولبنان في ذات الجدلية والوقت معا..ولعلي اجتهد راصدا ومحللا للواقع، بأن الضرب العسكري في لبنان ولكن العين الاسرائيلة شاخصة فعلا نحو غزة ومآلاتها في ذات الوقت.
(2)
لعل من ابرز ما حققته الحرب الإسرائيلية للاسف من صدمات نفس/ اجتماعية في تدميرها لابرز بنى حزب الله على مرأى من عيون العرب والمسلمين .
(3)
لا ضير من الاعتراف ولغايات التشخيص الدقيق لواقع ومآلات الحرب الراهنة اقليميا وعالميا تنها قد تجلت وباختصار كثيف فيما هو آتِ:-
أ- لقد نجحت اسرائيل المحتلة بامتدادها الغربي بقيادة امريكا في اعادة “هيبتها وقوتها” التكنولوجية والاستخباراتية تحديدا، وبالتالي العسكرية بعد ان تشظت تلك الهيبة السابقة بعيد نجاح اختراقات المقاومه الاسلامية للعدو وهي المدعومة من ايران وحزب الله معا في غزة يوم 7 اكتوبر الماضي ترابطا مع صمود نسبي بالمعنى الزمني للمقاومة الاسلامية ونجاحها في احتفاضها في الاسرى الإسرائيليين في انفاق غزة للان وهذه ورقة الضغط الثقيلة على حكومة اليمين الاسرائيلي ورئيسها نتانياهو.
ب- لقد تراجعت كثيرا ثقة المواطنيبن العرب والمسلمين المنقسمون بدورهم على انفسهم مع او ضد ما جرى لحزب الله من جهة، ومن جهة مقابلة هول الذي جرى ويجري في الاقليم من امكانية التغلب على العدو التاريخي لهم بعد نجاح اسرائيل في حرب لبنان وخلخلتها نسبيا لمفهوم محور الصمود والمقاومة بعمقه وسلاحه الإيراني”الاسلامي”
والسوري وحتى الفلسطيني الحماسي تحديدا، وامكانية هزيمة اسرائيل حاليا بالمعنى الشمولي في ظل اشهارها الميداني والعملياتي لسطوتها المسلحة على دول الاقليم “الشرق اوسطي” ترابطا مع تفوقها الجوي والتكنولوجي والاستخباراتي استنادا للعلم وتوظيفاته الاحدث وليس فقط انطلاقا ايدلوجيتها التوسعية تاريخيا وحتى اليوم.
ج- بعيدا عن التجميل والمراوغات التعبيرية عربيا لهزيمتنا الماثلة في لبنان ، اجتهد قائلا..ربما ساهمت كل من الوقائع والنتائج المرحلية لحرب لبنان الدائرة لآن ، ساهمت في دفع الوجدان الشعبي العربي المرهق اصلا بكل عناوينه الى التكيف المرحلي مع العدو الإسرائيلي بعيد تنامي القناعة الشعبية الكبيرة من قِبل الدول بالمعنى الرسمي والمواطنيين العرب المسلمين معا، بأن اسرائيل المحتلة بعمقها الغربي الداعم مستمرة في تسيدها على الاقليم في ظل سيادة القطب الغربي العولمي الواحد ،وانها قادرة على فعل ما تريد دون اي روادع عسكرية او حتى ما يُسمى مجازا بالشرعية الدولية، وبالتالي هي المهيئة والمخولة فكرا توسعيا وعسكريا في القيام بمهمة تضبيط الاقليم بسكانه الكُثر، دوله وموارده المُستلبه بما يخدم سيادة الغرب العولمي حماية لقاعدتهم المدلله والمتفوقة فعلا في ضوء الحرب المستمرة على مجموع دول الاقليم وهي اسرائيل اولا واخيرا.
د – ان التشخيص العلمي الدقيق اولى محطات العلاج لكل المرارات والخسائر التي نعيشها فكريا وعلميا وعسكريا عربا ومسلمين على امتداد التاريخ المعاصر ..فهل نحن فاعلون..؟.