مهرجان وطني سياسي في ذكرى البخيت .. “الباشا”

*الأمير الحسن: معروف البخيت جسّد الوفاء للأردن بعطاء بلا حدود

*الفايز: البخيت صاحب رؤية وطنية لا تتزعزع ومواقف لا تُنسى

*اللواء الرقاد: إرث معروف البخيت يجسد الوطنية والنزاهة

*جودة: البخيت مدرسة في القيم والمبادئ تستحق الدراسة

*الأردنيون يُحيون ذكرى البخيت ويؤكدون بقاء إرثه خالدًا في القلوب

نخبة بوست – في الذكرى الأولى لرحيل دولة الدكتور معروف البخيت، أقيم اليوم حفل تأبين يستذكر سيرة الباشا؛ وبحضور حشد نخبوي سياسي وشعبي كبير؛ وبحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، وعدد من رؤساء الوزراء السابقين، وشخصيات سياسية واقتصادية وشعبية رفيعة؛ وحشد كبير من الحضور.

عُرف الراحل البخيت بحياته الزاخرة بالعطاء، بدءًا من خدمته العسكرية، مرورًا بالعمل السياسي، وصولًا إلى مساهماته الأكاديمية

تميّز البخيت بولائه التام للأردن والقيادة الهاشمية، ولم يحد يومًا عن مساره الوطني رغم التحديات العديدة التي واجهها. وقد أثنى الحاضرون على شخصيته وأخلاقه الرفيعة التي جعلته محبوبًا لدى الكثيرين، مؤكدين أن إرثه سيظل خالدًا في الذاكرة الوطنية.

الأمير الحسن بن طلال: البخيت كان مثالاً للوفاء والعطاء بلا حدود

استُهِلَّ الحفل برسالة من سمو الأمير الحسن بن طلال، قرأها رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور عدنان بدران، تحدث فيها عن شخصية معروف البخيت.

بدأ بدران كلمته بالترحيب بالحضور الكريم، مشيرًا إلى أن البخيت كان تجسيدًا للصرامة والانضباط العسكري، إلى جانب عفوية الإنسان القادم من قرية ماحص الأردنية، الذي وصل إلى عمّان محمَّلاً بإرث عريق من قيم العيش المشترك والانتماء للوطن

لم يكن البخيت مجرد عسكري، بل كان إنساناً مفعماً بالأخلاق والصفات التي جعلته محط إعجاب الجميع

وأضاف الأمير الحسن في رسالته: “عاش معروف البخيت ليكون مثالاً في العطاء، واضعاً نفسه في خدمة القضايا الوطنية، متجاوزاً بذلك حدود المناصب الرسمية التي شغلها. ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية، وكان دائماً يحمل هموم الوطن العربي الكبير.”

وتابع قائلاً: “رغم الصعوبات التي واجهها في مرضه الأخير، بقي البخيت هادئاً، متقبلاً لقضاء الله، وظل نموذجاً في الصبر والاحتساب حتى رحل إلى جوار ربه.”

وأوضح في رسالته أن البخيت قد ترك إرثاً عميقاً في تاريخ الأردن، حيث تقلد العديد من المناصب، وأسهم من خلالها في تشكيل حكومتين، وعمل بإخلاص على تنفيذ إصلاحات جوهرية تصب في مصلحة الشعب.

واختتم سموه رسالته بقوله: “لقد فقدنا قائداً وعزيزاً، رجلاً اجتمعت فيه حكمة الحياة العسكرية وشجاعة المواقف؛ عاش حياته بكل تفاصيلها من أجل الأردن، وكان مثالاً للوفاء والعطاء بلا حدود.”

الفايز: عاش معروف البخيت صاحب رؤية وطنية عميقة ومواقف ثابتة

من جانبه، ألقى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز كلمة مؤثرة استذكر فيها علاقة الصداقة والعمل الطويلة التي جمعته بالراحل، قائلاً: “نجتمع اليوم لنُحيي ذكرى رجل لم يعرف الكلل ولا الملل، رجل قاد مسيرة طويلة في خدمة الأردن والقيادة الهاشمية بكل إخلاص وتفانٍ.”

وأضاف الفايز أنه عرف البخيت منذ سنوات طويلة، وعمل معه في عدة مواقع، وكان دائماً مثالاً للشخصية الوطنية المخلصة، التي لا تساوم على مبادئها ولا تتراجع عن قول الحق.

كان البخيت يمتلك روحاً طيبة، منفتحاً على الجميع، يتقبل الآراء المختلفة بروح متسامحة، ولم يكن يتردد في تقديم النصح والإرشاد لمن يحتاجه

وتابع الفايز: بأن البخيت قد كان شخصية تتمتع بشجاعة نادرة، وكان يتحلى بعزة نفس لا تقبل المساومة، وارتبط بعلاقة وطيدة مع مختلف أطياف المجتمع الأردني، مما جعله محط احترام الجميع.

وأكمل بأن معروف البخيت قد عاش حراً، صاحب رؤية وطنية عميقة، ومواقف ثابتة، ودائماً ما كان يؤمن بأن الولاء للوطن والقيادة الهاشمية واجب مقدس.

رحل البخيت تاركاً خلفه مسيرة وطنية زاخرة بالعطاء، ومواقف ستظل خالدة في ذاكرة الأردنيين، فهو لم يكن مجرد رجل دولة بل كان رمزاً وطنياً بامتياز

الرقاد: معروف البخيت كان محباً لهذا الوطن؛ ومثالاً للعسكري المخلص

بدوره؛ استهل اللواء الركن الدكتور محمد الرقاد كلمته بتحية إلى الأردن، قائلاً: “قبل أن أبدأ، أود أن أحيي هذا البلد العظيم، بلد الصمود والتحدي.

كيف لي أن أفي الراحل حقه، ونحن نقف اليوم في حضرة أحد أبرز القادة الذين خدموا هذا الوطن بكل إخلاص وتفانٍ؟ لقد كان البخيت مثالاً للعسكري المخلص، الذي لم يتوانَ يوماً عن تقديم كل ما يستطيع من أجل الوطن

وتابع الرقاد كلمته بأن معروف البخيت قد كان شخصية متميزة في كل شيء، كان يمتلك قدرة على القيادة والتأثير في من حوله، وكان وفياً للأردن بكل جوارحه.

وأضاف بأنه عمل مع البخيت لسنوات، وعرف فيه قائداً صادقاً، رجل حكمة وبصيرة، وكان البخيت يستمع إلى الجميع، حتى في لحظات الاختلاف كان يظهر احتراماً كبيراً لآراء الآخرين، وكان يملك قدرة على إقناعهم بحججه وأفكاره.

وختم الرقاد كلمته بأن الباشا البخيت قد رحل عنا ، ولكن ذكراه ستظل حية في قلوب الأردنيين، فهو رمز للوطنية والوفاء، ورجل دولة استثنائي لم يعرف له مثيل. رحم الله معروف البخيت، وأسكنه فسيح جناته.

جودة : معروف البخيت ترك إرثاً عظيماً يستحق أن يُدرّس في الجامعات

في كلمته؛ أعرب الوزير الأسبق ناصر جودة عن حزنه لفقدان البخيت، مستذكراً مسيرة العمل الطويلة التي جمعته بالراحل منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث قال:

نلتقي اليوم في ذكرى رجل دولة نادر، رجل حاز على محبة الناس وتقديرهم، وصنع له مكانة لا تُنسى في قلوب الأردنيين

لم يكن معروف البخيت مجرد عسكري أو سياسي، بل كان مدرسة من القيم والمبادئ التي نفتقدها اليوم

واستعرض جودة تفاصيل معرفته بالبخيت، موضحاً: “لقد أتاحت لي الظروف العمل مع البخيت لسنوات طويلة، وعرفته عن قرب خلال فترة تميزت بالتحديات، حيث كنا نواجه صعوبات جمّة تتطلب قادةً بشجاعة البخيت وصبره.”

وأضاف أن البخيت كان يستمع إلى الآراء المختلفة، ويعمل على تقريب وجهات النظر، ويظهر تفانياً لا حدود له في خدمة الوطن. لم يترك عمله في الجيش العربي أثراً على حياته العسكرية فقط، بل انعكس أيضاً على شخصيته المدنية.

وأوضح أن البخيت كان يمتلك قدرة فريدة على التحليل السياسي، وكان متمرساً في فهم القضايا الوطنية والدولية. لم يكن يتردد في قول الحق، وكان صبوراً وقادراً على إقناع الآخرين بأفكاره، مما جعله شخصية فريدة لا تُنسى.

البخيت سيظل خالداً في قلوب الأردنيين

في ختام الحفل، الذي نظمته شركة التاج الإخباري؛ عبّر الحضور عن حزنهم العميق لفقدان رجل الدولة المعروف بأخلاقه الرفيعة وشجاعته في مواجهة التحديات. وأكد المتحدثون أن إرث البخيت سيظل خالداً في قلوب الأردنيين، وأنه سيبقى قدوة للأجيال القادمة. كان الباشا معروف البخيت رمزًا للوطنية والإخلاص، وشخصية تميزت بالعمق الإنساني والرؤية الثاقبة.

ورغم رحيله، ستظل مواقفه وأفعاله حاضرة في ذاكرة الأردن، فقد عاش حياة مليئة بالتحديات والإنجازات، وتميز بالولاء الذي لا يعرف الحدود للوطن والقيادة الهاشمية.

سيبقى معروف البخيت خالداً في قلوب محبيه، فهو لم يكن مجرد قائد عسكري وسياسي، بل كان إنسانًا طيبًا، وروحًا طاهرة، وعقلاً متفتحًا على العالم من أجل خير الأردن.