نخبة بوست – محرر الشؤون الرياضية

لا شك أن الاتحاد الأردني لكرة القدم قد استعجل في تعيين المدرب المغربي جمال سلامي لتدريب منتخبه الوطني؛ فتعيينه أتى بناءً على توصية عموتة المدرب السابق صاحب الإنجاز مع المنتخب الأردني، دون البحث في خيارات أخرى أو قد يكون دون التحري الكامل عنه.

رحيل سلامي..

سلامي أتى في توقيت صعب؛ إنجاز أردني غير مسبوق في وصافة آسيا؛ التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم والتي يجد الأردنيون أنهم أمام فرصة تاريخية لن تتكرر بتحقيق حلمهم في التأهل خصوصاً مع زيادة عدد مقاعد المشاركين إلى ٣٢ منتخباً؛ ووجود تشكيلة غير مسبوقة في المنتخب الوطني هي أقرب لمنتخب الحلم.

أمام هذه المعادلات الصعبة تم التعاقد مع “سلامي”؛ ولم يكن موفقاً في الوديات وعذره الجميع لحداثة عهده وحاجته لمعرفة المنتخب “والذي بات معروفاً”

وللعودة إلى الذاكرة أن عموتة أيضاً لم يوفق في الوديات وتلقى هزائم عديدة وبنتائج كبيرة؛ ثم أنجز في كأس آسيا إنجاز الحلم؛ فظن الأردنيون أن الحالة تتكرر.

منذ لحظة استلام سلامي التدريب، وبدء المباريات؛ لاحظ المتابعون ركاكة في الأداء وضعفاً في الخطط؛ بل وأثيرت الملاحظات حول التشكيك واستدعاء اللاعبين وآلية الاختيار؛ خصوصاً مع كثرة التسريبات الصحفية حول سفر سلامي المتكرر وعدم متابعته للبطولات المحلية الأردنية؛ ومعرفة مستويات اللاعبين؛ ليبدأ القلق حقيقياً من مستوى المنتخب.

بدأت التصفيات بلقاء المنتخب الكويتي الغائب عن اللقاءات الدولية لسنوات طويلة بقرار الفيفا؛ منتخب متراجع المستوى بصورة كبيرة؛ ليخسر الأردن نقطتين بدم بارد وأداء غير موفق طيلة المباراة ويخرج بالتعادل مجاناً؛ ثم أمام فلسطين؛ المنتخب الطموح ذو الطموح المرافق لظروف صعبة، ويفوز الأردني بثلاثية خارج الديار، ثم أمام المنتخب الكوري ويخسر بهدفين على أرضه.

والأهم من الخسارة كان الأداء نفسه لمنتخب بدا مشتتاً تائهاً، بلا خطوط ولا خطط؛ وحتى التبديلات فقد ظهرت أنها لتبرئة الذمة من المدرب أنه قد حاول لا أكثر

اعتراف سلامي بخطئه الذي أدى إلى خسارة المباراة اعتراف محترم ومقدّر، ولكن المطلوب من الأردنيين اليوم هو عنوان واحد لا ثاني له؛ وهو التأهل إلى نهائيات كأس العالم؛ وعدم إضاعة أفضل الفرص في التاريخ؛ فهل ما زال ذلك ممكناً؟

رقمياً وورقياً نعم؛ وإن ضاقت الطرق أمامنا؛ ولكن عملياً في ظل هذا المناخ فإن ذلك صعب؛ المنتخب في مباراته الأخيرة أعادنا إلى زمن المشاركة من أجل المشاركة لا الفوز؛ وهذا ليس المنتخب القادر على التأهل إلى كأس العالم، وبحاجة إلى إجراء سريع.

ما هي الإجراءات الممكنة؟

الإجراء المباشر هو رحيل سلامي فوراً؛ فالأردنيون اليوم ليسوا أمام مجال الخواطر؛ أو منح الفرص؛ أو “العناد” بالتشبث بالخيار؛ ولكن الأهم من الرحيل من هو البديل؟

قد يكون العودة إلى عموتة هو أسهل الحلول؛ خصوصاً أنه لم يوفق في تجربته الأخيرة حتى اللحظة؛ ويمكن إعادة التعاقد معه فوراً؛ ومنحه ذات المبلغ فالحلم يستحق.

ومن الخيارات الأخرى هو، عبدالله أبو زمع، والذي عمل مع عموتة، ويحبه اللاعبون وشخصية لديه حس الإنجاز ورغبته، ويمكن له أن يحدث فرقاً.

العودة إلى عدنان حمد هو أيضاً خيار قد يكون مناسباً؛ وإن لم يكن شعبياً؛ ولكنه يعرف اللاعبين وقدرتهم؛ ويعرف المنتخبات الأخرى وخصوصاً المنافس المباشر على المركز الثاني وهو المنتخب العراقي.

الحلول متاحة إن أراد الاتحاد أن يتفق مبدئياً بوجود مشكلة اليوم ولا يكابر على حساب حلم الأردنيين؛ واتخاذ القرار بعد مباراة سلطنة عمان هو الحل مهما كانت النتيجة؛ فالأمل لن يتكرر.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version