نخبة بوست – كتب : فادي السمردلي
في عالم السياسة المتغير، يتحمل صاحب القرار وزر فشله الذريع، الذي يتجلى في كل جوانب قيادته.
إن عجزه عن وضع استراتيجية واضحة يعكس ضعفاً بالرؤية فبدلاً من أن يكون قائدًا ملهمًا، يتحول إلى شخصية جامدة تقود الحزب نحو الهاوية، حيث يسود الارتباك والفوضى. إن هذا الفشل ليس مجرد نتيجة لظروف خارجة عن إرادته، بل هو تجسيد لفشل في الأداء والقيادة.
يتمثل الفشل الأكبر في عدم القدرة على وضع أهداف استراتيجية واضحة للحزب فبدلاً من التركيز على قضايا حقيقية تهم المجتمع، يتم الاكتفاء بإعادة تدوير الشعارات القديمة التي فقدت تأثيرها.
إن غياب الرؤية الواضحة يجعل الحزب مجرد كيان بلا هوية، عالق بين أفكار متباينة ولا يعرف كيف يواجه التحديات المستجدة.
تُعد قضايا التواصل مع الأعضاء والناخبين من أسس القيادة الناجحة لكن بوجود قيادة غائبة فغالبًا ما تظهر في صورة منعزلة، بعيدة عن هموم الجماهير.
إن عدم استماع القائد أو القادة لمطالب القاعدة الشعبية ورفضهم الانتقادات يزرع انعدام الثقة فهذا الانفصال ليس فقط خطأً إداريًا، بل هو جريمة سياسية في عصر تتزايد فيه المطالب بالشفافية والمشاركة فبدلاً من كسب قلوب الناخبين، يفقد الكيان الاتصال بجمهوره، مما يزيد من الشعور بالخذلان لدى الأعضاء.
علاوة على ذلك، افتقار القيادة إلى الشفافية والمحاسبة نتيجة الهوس بالحفاظ على السلطة يجعله يختار إخفاء الأخطاء بدلاً من مواجهتها فهذا السلوك يخلق بيئة خانقة، تمنع أي نوع من النقد البناء في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع القائم الشجاعة للاعتراف بالعيوب ومعالجتها، والفشل يجعله تجنب المواجهة، مما يؤدي إلى تفشي مشاعر الإحباط والاحباط بين الأعضاء.
وإذا نظرنا إلى العلاقة مع القوى السياسية الأخرى، نجد أن القائد السياسي يظهر عجزًا واضحًا في بناء تحالفات استراتيجية فالتحالفات ليست مجرد وسيلة لتعزيز النفوذ، بل هي ضرورة ملحة في المشهد السياسي المعاصر لكن بدلاً من السعي نحو تشكيل شراكات فعالة، يختار العزلة، مما يجعل الحزب عرضة للتفكك فهذا العجز يعكس عدم قدرته على قراءة المشهد السياسي وفهم ديناميكيات القوة.
وأخيرًا، يمثل فشل ألقائد فشلًا لجيل كامل وخيبات امل يعيشها الشباب في ظل قيادة تعكس فقدان الأمل والرغبة في التغيير. إن الشباب يطمحون إلى قيادة جديدة قادرة على تمثيلهم وتحقيق تطلعاتهم، لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين في نظام قديم يرفض التغيير فهذا الواقع المأساوي يفرض سؤالًا جوهريًا متى سيتحمل ألفاشل مسؤولية فشله؟
إذا لم يتخذ القائد خطوة جريئة نحو الاعتراف بالفشل، ستبقى الأبواب مغلقة أمام أي أمل للتغيير، وسيظل الحزب عالقًا في فوضى مستمرة إن الفشل ليس عيبًا، بل هو فرصة للتعلم والنمو، لكن على القادة أن يكونوا شجعانًا بما يكفي للاعتراف بأنهم بحاجة إلى التغيير وبما أن صاحب القرار يرفض هذه الحقيقة، فإنه يحكم على الكيان بأن يعيش في ظلام الفشل، متجاهلاً كل الفرص التي تلوح في الأفق.