أبو زيد لـ”نخبة بوست”: قصف المقاومة يعيد زمام المبادرة؛ ملامح التصعيد تتضح

نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

تشهد المنطقة تصعيداً غير مسبوق على الحدود الجنوبية للبنان، حيث نفذت المقاومة اللبنانية “حزب الله” قصفاً صاروخياً مكثفاً باتجاه الأراضي المحتلة، مستهدفةً مناطق حيوية وأجبرت مئات المستوطنين على الدخول إلى الملاجئ؛ هذا التصعيد يأتي في إطار سلسلة من العمليات العسكرية المتبادلة التي تعكس توتراً كبيراً بين الأطراف، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.

وفي هذا الصدد ، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد ، في تصريح خاص لـ“نخبة بوست” أن القصف الصاروخي المكثف الذي نفذته المقاومة من جنوب لبنان تجاه الأراضي المحتلة يُعد دليلاً على استعادة المقاومة لزمام المبادرة.

وأوضح في تعليقه على العملية بأن نجاح المقاومة في إجبار سكان 180 مستوطنة في قلب الأراضي المحتلة على اللجوء إلى الملاجئ بعد إطلاق صواريخ أرض-أرض باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى يُظهر أن المقاومة تمكنت من إعادة بناء سلسلة القرار واستعادة توازنها العسكري، رغم الضربات التي تعرضت لها في هيكلها التنظيمي.

وأضاف أبو زيد أن أهمية هذا القصف لا تكمن في قدرته التدميرية، بقدر ما تبرز في الشمولية والتزامن والاختراق؛ فقد جاء هذا القصف الشامل واختراقه لأنظمة الإنذار المبكر بعد يوم واحد فقط من قصف قاعدة غولاني في بنيامينا، مما يعزز من أن المقاومة في جنوب لبنان قد استعادت زمام المبادرة.

واختتم تصريحاته بأن إطلاق الصواريخ والتكتيكات العسكرية يعتمد على حسابات دقيقة في المجالين العسكري والاستخباري، وليست عمليات عبثية.

ومع تفاقم التوترات والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، يبدو أن المنطقة تواجه فترة من عدم الاستقرار المتزايد، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة تشمل إمكانية تصعيد أكبر قد يمتد ليشمل أطرافاً إقليمية أخرى.

وفي ظل التحركات الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة، يبقى التساؤل قائماً حول ما إذا كانت الأطراف المعنية ستتمكن من تحقيق التهدئة المطلوبة أم أن المنطقة ستنجر إلى مواجهة ذات تداعيات أوسع على المستويين الإقليمي والدول؛ ويبقى الرصد والمتابعة لهذه التطورات ضرورياً لفهم الأبعاد المستقبلية لهذا النزاع وكيفية تأثيره على أمن واستقرار المنطقة ككل​.