نخبة بوست – خرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقال إن مساحة إسرائيل ليست كافية وهي بحاجة إلى التوسع، وكان كلام الرئيس لافتا للانتباه خصوصا في هذا التوقيت بالذات.

إسرائيل بدأت أصلا بتنفيذ مخطط التوسع على صعيد المساحة، وهي اليوم تتواجد في شمال غزة وتريد فصل الشمال عن جنوب القطاع، وحشر كل الفلسطينيين الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص في مناطق الجنوب بما يعنيه ذلك من كارثة إنسانية خانقة جدا، وعدم توفر مساكن، ولا اقتصاد يكفي الكل، إضافة إلى الأزمات الاجتماعية والصحية المتراكمة.

وزير الخارجية أيمن الصفدي قال في مؤتمر صحفي الثلاثاء، على هامش مؤتمر مستقبل فلسطين، المنعقد في تركيا، إن الاحتلال يسعى إلى إفراغ شمال القطاع من سكانه، عبر استهداف المستشفيات، واستخدام سلاح التجويع ضد المدنيين، وتصريحات الوزير هنا تؤشر على واقع ميداني يجري تنفيذه بشكل يومي، دون أي تراجعات حتى الآن.

الأخطر ما سيجري في الضفة الغربية والذي لم نشهده بعد، حيث تتسرب معلومات حول مخطط لتنفيذ سيناريو الإزاحة السكانية، في 12 محافظة فلسطينية، بمعنى إجبار سكان مدينة فلسطينية معينة على الانتقال إلى مدينة ثانية، والسطو على الأرياف والقرى، ودمج التجمعات الفلسطينية وإعادة تموضعها في جنوب الضفة أو شمالها، وإخلاء مساحات واسعة للسيطرة عليها كليا، وهذا المخطط يركز على الخليل ونابلس والقدس، ومناطق ثانية.

في ظلال السيناريو تخطيط للترحيل إلى مناطق فارغة في غور الأردن، ربما توطئة للتهجير إلى الأردن، وهذا يعني في المحصلة السطو على مساحات في الضفة الغربية، وتحويل مشكلة الضفة إلى أزمة مجاميع بشرية بحاجة إلى طرف يوفر لها الرعاية والخدمات فقط.

مخطط الإزاحة السكانية الداخلية خطير جدا، وإذا نجح من خلال العمليات العسكرية، وتصنيع متواصل للظروف، سيؤدي إلى درجة أعلى من المخطط، ويتوجب فتح العين جيدا هذه الأيام.

علينا أن نتذكر أصلا أن مساحة الضفة الغربية لا تتجاوز 21 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، فيما يتواجد الفلسطينيون فقط في 18 بالمائة من هذه المساحة المقدرة بـ21 بالمائة، وهذا يعني أن أي مخطط للإزاحة السكانية الداخلية يعني نحرا للشعب الفلسطيني.

النموذج الثالث ما يتعلق بلبنان، والتسريبات حول احتمالات مختلفة من احتلال إسرائيل لعشرات الكيلومترات في جنوب لبنان، وصولا إلى نهر الليطاني، وإقامة منطقة عازلة، وإعادة احتلال هذه المناطق، وهدم بيوتها، وحرقها بالأسلحة ومنع عودة سكانها إليها، وفي وجه آخر لقصة يجري الحديث الآن عن احتلال 10 كيلومترات فقط، تتمركز إسرائيل في 3 كيلومترات في العمق اللبناني، وتترك السبعة للجيش اللبناني واليونيفيل، إذا تمكنت إسرائيل من ذلك.

صعوبة النموذج الثالث تكمن في كلفة أي اجتياح بري، ووجود عمليات متواصلة ضد إسرائيل، وهذا يعني أن ليس كل مخطط يجري تسريب معلوماته قابل للتطبيق والنجاح والتنفيذ.

واقعيا هناك عمليات احتلال لأراض جديدة في الضفة الغربية وغزة ولبنان، وهذه المؤشرات تقول إن الحرب التي تخوضها إسرائيل يجري توظيفها لاعتبارات التوسع والأمن معا، ويتم عنونتها ظاهرا بالدفاع عن أمن إسرائيل فيما تخفي وراءها حزمة أهداف إستراتيجية.

المنطقة لا تعيش حرب ثنائيات كما يظن البعض، غزة وإسرائيل، لبنان وإسرائيل، اليمن وإسرائيل، وهكذا. نحن وسط حرب إقليمية بدرجة منخفضة سوف تقرر وجه المنطقة.

شاركها.
Exit mobile version