نخبة بوست – انطلقت اليوم انتخابات مجالس الطلبة للعام الدراسي الحالي في مختلف مدارس المملكة، وشهدت المدارس أجواء احتفالية بهذه الانتخابات التي تعتبر محاكاةً للمنافسة الانتخابية في الانتخابات النيابية السابقة؛ إذ تهدف هذه المجالس إلى تعزيز مشاركة الطلبة في إعداد الخطط التطويرية للمدرسة ومراجعتها ومناقشتها، والوقوف على اقتراحاتهم وحاجاتهم وتحسين آليات التواصل والاتصال معهم، والمشاركة في وضع اللوائح التنظيمية المدرسية.
ولمتابعة هذا الموضوع، إرتاى “نخبة بوست” لجمع آراء المحللين عن أهمية هذه الانتخابات ودورها في صقل شخصية الطلبة:
الخزاعي : “المشاركة السياسية المبكرة تسهم في جعل الفرد فاعل في مجتمعه ومحيطه“
قال أستاذ علم الاجتماع د. حسين الخزاعي إن مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي تسهم في صقل شخصية الفرد وتفاعله في المستقبل.
وأكد الخزاعي أن المدرسة تمثل مرحلة انتقالية من الأسرة، حيث توفر للأطفال فرصة لتعلم مهارات عديدة من خلال الأنشطة “اللامنهجية”.
وأشار إلى أهمية مشاركة الطلاب في هذه الأنشطة منذ الطفولة وحتى إنهاء المرحلة الثانوية، مع التركيز على تدريبهم على قيم مثل التنافس الشريف والعطاء والمشاركة.
وأفاد الخزاعي أن المشاركة في الانتخابات المدرسية تعزز من روح التنافس الإيجابي؛ مما يساعد الأطفال على تنمية مهارات الاعتماد على النفس والتعاون وبناء علاقات جيدة مع زملائهم.
وأشار الخزاعي إلى أن تكوين صداقات جميلة خلال مرحلة الطفولة له دور كبير في تشكيل مستقبل الطلاب؛ مؤكدا على أهمية المشاركة السياسية منذ الصغر، حيث دعا الآباء والأمهات إلى حضور الانتخابات المدرسية لرؤية أبنائهم وهم يختارون رئيس الكتلة ويدعمون زملاءهم، ورأى أن هذه اللحظات تعزز من روح التعاون والحشد بين الطلاب؛ مما يجعلها تجربة قيمة.
مشاركتة الطلبة المبكرة في الانتخابات المدرسية ستؤهلهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع؛ مما يمثل بذور التنمية السياسية والمشاركة المجتمعية التي تبدأ من الطفولة.
أستاذ علم الاجتماع د. حسين الخزاعي
كما دعا جميع الطلاب للمشاركة في العملية الانتخابية، واختيار الطالب الذي يقدم برامج تتوافق مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، مشيرًا إلى أن هذه التجارب ستسهم في تنمية مهاراتهم السياسية.

النوايسة: “تجاهل التصرفات غير اللائقة تكرر المشكلات في المستقبل”
من جانبه، أكد المدير التنفيذي في مركز الحياة – راصد عمرو النوايسة، أن الانتخابات المدرسية تمثل بداية مهمة في عملية التنشئة السياسية للطلاب الأردنيين، معتبرا أن هذه التنشئة تشكل الركيزة الأساسية لتخريج جيل واعٍ وقادر على ممارسة الديمقراطية.
وشدد عمرو النوايسة على أهمية التعامل مع الانتخابات المدرسية بجدية وصرامة، داعيًا إلى توعية الطلاب بالآليات والممارسات والقوانين المتعلقة بها، مؤكدا أن تجاهل التصرفات غير اللائقة أو غير القانونية قد يؤدي إلى تكرار نفس المشكلات في المستقبل؛ مما يجعلها أمورًا اعتيادية بدون عقاب.
النوايسة: معظم أبناء هذا الجيل سيكونون من الناخبين الجدد خلال السنوات الأربع القادمة؛ مما يجعل الانتخابات المدرسية محاكاة رسمية لكيفية تصويتهم في الانتخابات النيابية أو البلدية المقبلة.الانتخابات النيابية أو البلدية المقبلة.
المدير التنفيذي في مركز الحياة – راصد عمرو النوايسة
وفي السياق ذاته تابع النوايسة، أن هذه الانتخابات تُعتبر تنشئة حقيقية للطلاب الأردنيين في العملية الانتخابية، ولابد من تعزيز هذه العملية بجدية من خلال تعاون الطلبة والهيئات التدريسية في جميع المدارس والمديريات التربوية.
وبيّن أن التربية تمتلك القدرة على إنجاح هذه الانتخابات؛ مما يسهم في تشكيل قيادات أردنية مستقبلية من خلال الطلاب المشاركين.
أبورمان : “نجاح الانتخابات الجامعية أسهم في نجاح الانتخابات النيابية”
من جهته، أكد مدير الإعلام والاتصال والتوعية في الهيئة المستقلة للانتخاب، شرف الدين أبو رمان، على أهمية هذه الانتخابات، داعيًا المدارس والمعلمين والطلاب وأهليهم إلى أخذها بجدية كاملة والتعامل معها على أنها عنوان التوعية الانتخابية الوطنية،
وأوضح أبو رمان أن التوعية الانتخابية تمر بمراحل ثلاثة: التربية المدنية، والتوعية الانتخابية، وإعلام الناخبين؛ موضحًا أن التربية المدنية تبدأ في المدارس وتقوم على نشر أهداف التربية الثلاثة: المعرفية، والوجدانية، والنفس الحركية، مثمنًا بدوره على حرص وزارة التربية والتعليم على القيام بهذه الانتخابات، وداعيًا إلى أن تقام بكل أصولها ومنحها محاكاة حقيقية للعملية الانتخابية.
وأشار أبو رمان إلى أن نجاح تجربة الانتخابات الجامعية التي أقيمت في الجامعات المختلفة هذا العام كانت من أسباب نجاح الانتخابات النيابية؛ حيث قامت على محاكاة حقيقية لقانون الانتخاب؛ مما ساهم في نشر الوعي بين الطلاب ومعرفة آليات الاقتراع، وشكلت تمرينًا حقيقيًا لهذه الانتخابات.

لدى الناخبين ضعف في التوعية في المراحل الأولى والثانية في الانتخابات يؤدي إلى وصول الناخبين في يوم الاقتراع وهم يتساءلون عن أهمية العمل النيابي والبرلماني
مدير الإعلام والاتصال والتوعية في الهيئة المستقلة للانتخاب، شرف الدين أبو رمان
وقال أبو رمان إن الهيئة المستقلة للانتخاب، وهي المسؤولة المباشرة عن مستوى إعلام الناخبين المتعلق في الشهور الأربعة الأخيرة من عمر الدورة الانتخابية، تجد تحديًا واضحًا في كثير من الحالات، وضعف التوعية للناخبين في المراحل الأولى والثانية؛ مما يؤدي إلى وصول الناخبين في يوم الاقتراع وهم يتساءلون عن أهمية العمل النيابي والبرلماني، في حين أن هذه تعتبر من أساسيات التربية الواجب تعليمها لهم منذ الصغر.