نخبة بوست – كتب : باسم سكجها
رحل يحيى السنوار كما يليق بالبطل، فهو يحمل سلاحه ويقاتل العدو وجهاً لوجه، ولعلّ السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: كم قتل بسلاحه من المجرمين قبل أن يرتقي شهيداً؟
استشهاد السنوار كان متوقعاً، ليس كقائد فحسب فقد راح قبله في سبيل فلسطين المئات من القادة، بل هو ارتقى أيضاً كمواطن لينضمّ إلى نحو ثلاثة وأربعين ألف مواطن غزّي قتلوا منذ سنة.
هؤلاء ليسوا مجرّد أرقام، بل هم ضحايا للقتل الإجرامي الإسرائيلي، ولكنّ السنوار كان الرقم الصعب الذي قبل القسمة على إثنين: إمّا النصر أو الشهادة، ولكنّه كبطل حقّق الأمرين: النصر والشهادة.
فلسطين ولّادة أبطال، عبر أجيال وأجيال، وتُلخّص غزّة الآن هذا الأمر، وصحيح أنّ عيوننا تدمع على رحيل بطل جديد، ولكنّ قلوبنا تحمل من الفرح بأنّ الرجل كان يخوض معركة مباشرة كأيّ جندي قسّامي، وسيظلّ السؤال قائماً: كم من عسكر العدو قتلت يا أيّها الجميل بسلاحك الشخصي، في معركتك الأخيرة، ونحن نعرف كم قتلت خطّتك في طوفان الأقصى وهم الاحتلال الاسرائيلي بالتفوّق وجبروت القوّة.
ذلك الخبر في حرب كالتي تجري كان متوقعاً، وقد نسمع أخباراً مماثلة، على أنّنا نرى صورته الأخيرة ونرفع رؤوسنا فخراً برجل بطل آمن بقضية بلاده، وناسه، فدافع ببسالة، وهاجم دون خوف، ولكنّ الله شاء وقد فعل، فرحم الله سبحانه يحيى السنوار، وأدام عزّ أهل غزّة وفلسطين، وللحديث بقية!