بيني وبينك – نشر الكاتب والمحلل السياسي حسين الرواشدة منشوراً على صفحته على ” الفيسبوك” قال فيه :
” عند تشكيل الحكومة، أي حكومة، يُمنح الرؤساء لقب «دولة»، الحق الحصري لمنح الألقاب واستردادها للملك، بموجب الدستور (المادة 37)، هؤلاء يصبحون رجال دولة، ومحسوبون على النظام السياسي، و يحتفظون بامتيازاتهم وألقابهم لآخر العمر، تَقلّب على هذا الموقع منذ 25 عاما 14 رئيسا (12منهم أحياء)، ما يعني أن سلوكهم السياسي يجب أن يتطابق تماماً مع سلوك الدولة، ونظامها السياسي، سواء أكانوا في مواقعهم الرسمية، أو تقاعدوا منها، فهم شركاء بكل إنجاز أو إخفاق.
منذ أن داهمتنا الحرب على غزة قبل نحو عام تساءلنا: أين الرؤساء، رجالات الدولة، للأسف ، لم نجد معظمهم، لقد اختفوا من المشهد، أو اعتذروا عن عدم المشاركة، حين يبحث شبابنا عن نموذج ملهم، نفتش على رجالات الدولة لكي نقدمهم لهم، فترتد أسماؤهم إلى وجوهنا، حين تأخذنا الذاكرة إلى الماضي البعيد، حيث بعض رجالات الدولة الذين ما زلنا نحتفظ بأسمائهم، ثم نسأل أين هم الآن ؟ لا نجد أية إجابة، تبدو المواقع أحياناً فارغة تماماً، لا أحد يستطيع أن يملأها، وباستثناء الجاهات الاجتماعية، فإن الحضور في المجال العام السياسي والإقتصادي يبدو فارغاً تماماً من هؤلاء.
من حق الدولة التي منحت لقبها لهؤلاء الرجال (رجالها)، ولم تبخل عليهم بامتيازاتها، أن ينحازوا لها باستمرار، وأن لا يهربوا من أزماتها، او يعتذروا عن مخاطبة الأردنيين ومصارحتهم ، من حقها عليهم، أيضاً، أن يظلوا ناطقين بإسمها، حريصين على نظامها السياسي، واثقين بخياراتها ، ومدافعين عن مواقفها ، وأن يقدموا أنفسهم ملهمين للأجيال الشابة، أما إن أرادوا أن يتخلوا عن واجباتهم و أدوارهم، فالأولى أن يتنازلوا للدولة على لقب «دولة« الذي منحته لهم، بما فيه من تكريم وامتيازات.
هل وصلت الرسالة ؟ أرجو ذلك.”