نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لمجرى التطورات في غزة وجنوب لبنان إن المعادلة التي بدأت تفرض نفسها على الصراع المستمر منذ عام ونيف هي أن المقاومة نجحت ولم تهزم، وأن الاحتلال نجح ولم ينتصر.

وأشار أبو زيد إلى ما ورد في نيويورك تايمز يوم الثلاثاء بأن مقاتلي المقاومة في غزة أصبحت قراراتهم محلية، وهو أمر ليس جديدًا، حيث إن هذا الأمر يكرس ما تحدثنا عنه سابقًا بأن العقد القتالية مستقلة عن القيادة المركزية للمقاومة، لأن التخطيط مركزي والتنفيذ لا مركزي. وهذه معادلة قتالية أعطت مرونة للمقاومة في الاستمرار، والتكيف، واستنزاف قوات الاحتلال.

وحول تطورات جبهة جنوب لبنان، أشار أبو زيد إلى أن حزب الله أطر معادلة التناسب (تل أبيب مقابل بيروت، وحيفا مقابل الضاحية)، وبدأ الآن يؤكد على معادلة التدرج القائمة على أبعاد البر، الجو، والبحر. حيث قصف الثلاثاء موقعًا بعمق 70 كم في الخضيرة، واستخدم صاروخًا مضادًا للطائرات أسقط فيه طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع هرمز 450، وقصف قاعدة ستيلا ماريس البحرية الإسرائيلية بالقرب من حيفا.

وهذه القاعدة من أهم القواعد الإسرائيلية، تحتوي على زوارق شيطت/7 وشيطت/3، وفيها الوحدة 707 لمهام ما تحت الماء. ويبقى الاستدراك أن حزب الله قد يطور معادلة التدرج باستخدام ما يملك من أدوات، أبرزها صاروخ بر-بحر ياخنوت الروسي الصنع، الذي يستطيع الوصول إلى القطع البحرية الإسرائيلية قبالة الشواطئ اللبنانية. ويمكن أن يذهب حزب الله بالتدرج إلى أبعد من ذلك باستهداف منصات الغاز الإسرائيلية في البحر، مثل حقل تمار الذي يبعد 120 كم وحقل كاريش 90 كم عن شواطئ لبنان.

وأضاف أبو زيد أن حزب الله نجح في تجاوز مرحلة اغتيال القيادات وإعادة ترميم نفسه، حيث بدأت 3 أبعاد متماسكة: البعد الإعلامي، والعملياتي، والدبلوماسي. ولفت أبو زيد إلى أن تتبع العمليات البرية وتكتيك حزب الله في المعركة جنوب لبنان يوحي أن الحزب مصمم على القبض على أسرى من جيش الاحتلال أحياء أو أموات للمقايضة عليهم ورفع سقف الكلف على الاحتلال. وإن نجح في ذلك، ستكون ضربة قوية قد تغير شكل الصراع ليس فقط في جنوب لبنان، بل أيضًا في غزة.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version