نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لتطورات الأوضاع في غزة وجنوب لبنان إن الاحتلال بات مقتنعًا بصعوبة القتال البري في جنوب لبنان، وأنه من الصعب الدخول في معركة برية ضمن حساباته، بل ضمن ما تفرضه معادلة حزب الله، وهو ما يعني أن فاتورة تكاليف المعركة البرية باهظة.
وأضاف أبو زيد أن تقديرات استخبارات الاحتلال يبدو أنها أخفقت في تقييم قدرات حزب الله البرية، حيث اعتقدوا أن شل القدرات التنظيمية قد أدى إلى تهشيم سلسلة القرار، إلا أن الاحتلال وجد العكس، حيث نجح الحزب في استعادة توازنه وترميم سلسلة القرار وفرض معادلة التناسب والتدرج (تل أبيب مقابل بيروت، وحيفا مقابل الضاحية).
وعلى الصعيد البري، منع الحزب الاحتلال من الوصول إلى التلال الحاكمة المنتشرة على طول الحدود البرية مع شمال الأراضي المحتلة، وهو ما أجبر جيش الاحتلال على الإعلان أمس أن العمليات البرية قد تنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وفيما يتعلق بما يجري في غزة، أشار أبو زيد إلى أن الكمين الذي بثته المقاومة أمس في جباليا يؤكد أن المقاومة في غزة تركز على ما يُعرف عسكريًا بأهداف الفرصة، ولا تشتبك اشتباكًا حاسمًا مع الاحتلال، وهو ما يفرض على الاحتلال معادلة الاستنزاف. وهذا ما دفع الاحتلال أمس إلى الابتعاد عن هدفه الرئيسي في شمال غزة، وهي جباليا، ونقل ثقل العملية العسكرية إلى بيت لاهيا.
وحول الرد الإسرائيلي، أشار أبو زيد إلى أننا نقترب أكثر من الرد الإسرائيلي على إيران، حيث تأتي زيارة وزير الدفاع أمس إلى قاعدة “حتساريم” كأهم مؤشر على اكتمال جميع تفاصيل الرد الإسرائيلي على إيران سياسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا. وما يدفع نحو هذا الخيار هو أن قاعدة “حتساريم” الجوية تضم مركز المحاكاة الجوية، وهو المركز الذي يستعرض فيه الطيارون آخر مرحلة من خطة التنفيذ عبر الأجهزة الإلكترونية.
ويعزز ذلك أيضًا بدء عمل منظومة “ثاد” الأمريكية لحماية أجواء إسرائيل أمس، بالإضافة إلى اكتمال الغطاء الدبلوماسي الأمريكي للرد الإسرائيلي بزيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى المنطقة.