نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال أستاذ العلوم السياسية د. محمد أبو رمان في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إنه ليس واضحًا إلى الآن حجم الهجوم الإسرائيلي ولا مستوى التدمير الذي أحدثه، لكن الحيثيات والرسائل المشفّرة السياسية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة تشير إلى أنه هدف إلى تجنب سيناريو انفجار حرب إقليمية، وأنه يعكس نجاح الضغوط الأميركية وحسابات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في تحجيم السيناريو الذي كان يدعو إلى ضربة كبيرة وقاسية جدًا؛ وهو أمر يعكس من زاوية ثالثة تأثير مجموعة من العوامل الأخيرة على الحسابات الإسرائيلية، منها المسيّرات والصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب ومنزل نتنياهو نفسه.
وقال أبو رمان إن إيران وإسرائيل تمارسان نظرية اللعبة بدقة شديدة، ويبدو أنهما يتجنبان إلى الآن ما يسمى اللعبة الصفرية (zero-sum game)، وأن الاستراتيجية الإيرانية تقوم على إبقاء حدود الحرب ضمن مفهوم الحرب بالوكالة (proxy war) عبر حزب الله وحماس والميليشيات، وهو ما يعطي إيران قدرة على الهجوم بلا ثمن داخلي.
في المقابل، فإن إسرائيل أدركت خطورة الدخول في مواجهة حاليًا، بالإضافة إلى الضغوط الأميركية، وقد تكتفي ضمن التكتيكات الحالية بمحاولة “تقليم” قوة إيران وتنفيذ أجندتها في غزة، ولاحقًا بالضفة.
وأكد أبو رمان أن هذا يعيدنا إلى التطورات الميدانية وتصريحات إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن العملية البرية أوشكت على النهاية، وفي حال جرى وقف إطلاق نار في جنوب لبنان، فإن إسرائيل ستتفرغ للفلسطينيين في غزة والضفة وستنفذ أجندتها بالتوازي مع الانتخابات الأميركية واتضاح من سيكون رئيس أميركا الجديد.
وإذا كان نتنياهو قد نجح بشيء بصورة واضحة، فهو تمديد الصراع إلى الانتخابات الأميركية، إذ إنه في حال عودة ترامب، سيكون عونًا له في استكمال أهدافه الإقليمية والداخلية وتوسيع مساحة إسرائيل كما وعده ترامب.
اكتشاف المزيد من نخبة بوست
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.