نخبة بوست – يعد الكولاجين أحد البروتينات الأساسية التي تلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة العظام والمفاصل، وهو عنصر أساسي يدعم الأنسجة الضامة، بما في ذلك الجلد، العظام والمفاصل.
لكن مع تقدم العمر، يبدأ مستوى الكولاجين في الانخفاض، مما يقود إلى ظهور علامات الشيخوخة.
ويقول اختصاصي جراحة العظام والمفاصل الدكتور معاذ البشايره أن الكولاجين يعد أحد أهم البروتينات في جسم الإنسان، إذ يشكل نحو 30% من إجمالي البروتين في الجسم. ويتكون من 3 سلاسل ببتيدية تُعرف بـ”ألفا” و”بيتا”، ويشكل جزءا أساسيا من الأنسجة الضامة. ويتكون من أحماض أمينية، ويعطي القوة والمرونة للجلد، العظام، المفاصل، والأوتار.
ويؤدي الكولاجين أدوارا أساسية في الحفاظ على صحة مختلف الأنسجة والأعضاء والحفاظ على سلامتها.
وبين البشايره أن العلماء اكتشفوا أكثر من 13 نوعا من الكولاجين. ومع ذلك، يوجد 4 أنواع تعتبر الأهم والأكثر انتشارا:
- النوع الأول: يشكل 90% من الكولاجين الموجود في الجسم، ويتركز في العظام، الأوتار، أربطة المفاصل، والجلد.
- النوع الثاني: يوجَد بشكل أساسي في الغضاريف الزجاجية، وهو مسؤول عن مرونة وحماية المفاصل.
- النوع الثالث: يوفر المرونة للأنسجة كالجلد، الرئتين، وجدران الأوعية الدموية.
- النوع الرابع: يدعم الأغشية القاعدية في الأنسجة الطلائية، وهو عنصر أساسي في الأعضاء الحيوية.
ويوضح البشايره أن الكولاجين يؤثر بشكل إيجابي على صحة العظام والمفاصل من خلال توفير الهيكل الداعم الذي يساعد في الحفاظ على قوتها ومرونتها. ويساعد في تقليل الاحتكاك بين المفاصل، مما يقلل من الألم ويعزز الحركة، حيث يمنحها القوة والمرونة، مما يساهم في حماية العظام من الكسور.
وبين البشايره أن النقص في الكولاجين سواء لأسباب وراثية أو مكتسبة يضعف العظام، ويجعلها أكثر عرضة للهشاشة. وبالنسبة للمفاصل، فإن الكولاجين النوع الثاني يساعد في الحفاظ على صحة العظام والمفاصل من خلال تعزيز مرونة الأنسجة وتحسين قدرة المفاصل على التحمل. كما يساهم في تجديد الأنسجة التالفة، ويقلل من خطر الإصابة ويساعد في الحفاظ على نعومتها ومرونتها، حيث يؤدي نقصه إلى خشونة المفاصل وآلام مزمنة.
نقص الكولاجين
ويشير البشايره إلى أن أسباب نقص الكولاجين تنقسم إلى فئتين: وراثية ومكتسبة.
ومن أشهر الأسباب الوراثية مرض “سوء تخلق العظم الوراثي” الذي يعاني فيه المصابون من نقص في إنتاج الكولاجين أو خلل في تركيبه.
أما الأسباب المكتسبة فتشمل الشيخوخة، سوء التغذية، التدخين، الكحول، قلة النشاط البدني، وبعض الاختلالات الهرمونية. ونقص الكولاجين يمكن أن يؤثر على مرونة المفاصل وحركتها، مما يؤدي إلى الشعور بالألم وصعوبة الحركة.
ويقول البشايره إنه يمكن الحصول على الكولاجين من مصادر طبيعية مثل مرق العظام، الأسماك، المحار، اللحوم، والخضروات الورقية كالسبانخ، كما يمكن الحصول على الكولاجين من المكملات الغذائية.
ووضح البشايره نجاعة مستحضرات الكولاجين الدوائية في علاج أمراض العظام والمفاصل، حيث أصبحت الممارسة الطبية مؤخرا تتجه لاستخدام مستحضرات الكولاجين بأشكال دوائية مختلفة مثل الحبوب والكبسولات وأمبولات معدة للشرب وحتى الحقن المفصلي بمادة الكولاجين لعلاج خشونة المفاصل. مع أن الدليل العلمي المحكم والمبني على الدراسات العلمية ليس قويا -حتى الآن- لإثبات نجاعة هذه المستحضرات وتبنيها كخيار علاجي، لكن تجارب العديد من الأطباء من ممارستهم الطبية مع مرضاهم تبشر بنتائج واعدة.
ويقول استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور خالد المعايطة إن مكملات الكولاجين من العناصر الغذائية المهمة التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية مثل برولين، جلايسين، وهيدروكسي برولين، والتي تلعب دورا حيويا في تركيب بروتين الكولاجين، حيث يشكل الكولاجين نسبة كبيرة من تركيب العظام، مما يجعله ضروريا لصحة العظام والمفاصل. كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الكولاجين يمكن أن يحسن من صحة الغضاريف والمفاصل أيضا.
استشارة الطبيب
وبين المعايطة أنه لا توجد مخاطر جانبية تذكر من تناول مكملات الكولاجين وأنها تعتبر آمنة لمعظم الناس، باستثناء بعض الحالات، مثلا إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات في المعدة، ولكن من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها.
وأضاف المعايطة إلى أنه يمكن تحسين مستويات الكولاجين بشكل طبيعي من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكولاجين مثل اللحوم والدواجن، الأسماك، والبيض، ويجب ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز إنتاج الكولاجين.
ويوضح المعايطة أن الجرعة المناسبة من مكملات الكولاجين تختلف حسب نوع المكمل والغرض من الاستخدام، وأنه لا توجد جرعة محددة للكولاجين، بل تعتمد على حالة كل مريض، ويجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة له.
وختم المعايطة بالنصيحة الذهبية للحفاظ على صحة العظام والمفاصل من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على الجيلاتين، مثل مرق العظام، وكذلك الأطعمة الغنية بالفيتامين سي وأيضا إتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع والحفاظ على اللياقة البدنية وممارسة الرياضة بشكل يومي