نخبة بوست – شذى العودات
يشهد النادي الفيصلي أزمة غير مسبوقة على الصعيدين الإداري والرياضي، حيث أثارت نتائج الفريق الأخيرة وقرارات مجلس الإدارة المتلاحقة موجة من الانتقادات والقلق لدى جماهير النادي العريق.
ورغم التوقعات الكبيرة بتحقيق إنجازات تليق بتاريخ النادي، إلا أن الأوضاع بدأت تتدهور منذ الموسم الماضي؛ إذ لم يتمكن الفريق من الحفاظ على ألقابه ولم ينافس بقوة على البطولات المحلية، مكتفياً بلقب بطولة الدرع؛ بحيث تزايدت حدة الانتقادات في ظل قرارات إنهاء عقود اللاعبين المحترفين بطريقة مثيرة للجدل وتعدد القضايا المالية التي تهدد استقرار النادي، بالإضافة إلى الانقسام الكبير في صفوف الجماهير حول مجلس الإدارة الحالي، الذي بات يُعتبر لدى البعض جزءاً من أزمة النادي، وليس حلاً لها.
هويدي: انتخابات تاريخية؛ لكن الفيصلي يقف على حافة الانقسام والأزمات
وفي هذا الصدد، قال الصحفي وعضو الهيئة العامة في النادي الفيصلي فادي هويدي ، في تصريح خاص لـ”نخبة بوست”، أن بداية القصة كانت قبل سنتين تقريباً، حين أُجريت أول انتخابات حقيقية في تاريخ نادي الفيصلي، تم خلالها انتخاب مجلس الإدارة ورئيس النادي بشكل مباشر وشفاف، من قبل أعضاء الهيئة العامة المسجلين بصفة رسمية في النادي، بعيداً عن الممارسات الانتخابية السابقة.
وأضاف أن هذه الانتخابات كانت تحمل آمالاً كبيرة بتحقيق نقلة نوعية، حيث كان من المنتظر أن يكون مجلس الإدارة الجديد قوياً وقادراً على سداد المديونية وحل المشاكل الإدارية والارتقاء بمستوى النادي، وتحويله إلى مؤسسة رياضية واستثمارية قادرة على جذب الاستثمارات والارتقاء بالنادي الفيصلي عربياً ودولياً.
وأكد هويدي أن الجماهير فوجئت بانحدار أداء النادي بعد الانتخابات، موضحاً أن تغيير الأشخاص لم يرافقه تغيير في النهج؛ حيث زادت المشاكل المالية والإدارية، وتفاقمت حالات تغيب بعض أعضاء مجلس الإدارة عن حضور الاجتماعات، ومن بينهم اثنان من النواب، ما أفقدهم حقهم القانوني في التواجد ضمن مجلس إدارة النادي.
وتطرق هويدي إلى وضع الفيصلي الرياضي، مشيراً إلى أن الفريق المعروف بإنجازاته العريقة بات يعاني من تراجع ملحوظ منذ استلام الإدارة الجديدة، حيث لم يحقق الفريق سوى بطولة درع الاتحاد، وكانت بقيادة المدرب جمال أبو عابد، الذي أُجبر المجلس على تجديد عقده تحت ضغط الجمهور بعد تحقيق البطولة.
وأضاف هويدي أن التخبطات الإدارية أثرت بشكل كبير على النادي، حيث تم الاستغناء عن عدد من اللاعبين المحترفين دون تسوية مستحقاتهم بشكل واضح، ما أدى إلى مطالبات مالية كبيرة بحق النادي، كان أبرزها قضايا الحارس السوري أحمد مدنية واللاعب التونسي رفيق الكامرجي ، مما كبد النادي خسائر مالية كبيرة بلغت حوالي 180,000 دولار، وهو ما اعتبره هويدي شكلاً من أشكال التخبط الإداري نتيجة للقرارات العشوائية التي أضرت بصندوق النادي.
وفيما يتعلق ببرامج الإدارة، قال هويدي إن هذه الإدارة جاءت ببرنامج وعدت من خلاله بجلب رعاة وتأمين دعم مالي كبير، إلا أنه لم يُنفذ أي بند من تلك الوعود على أرض الواقع.
وذكر أن الأعضاء المنتخبين الذين لديهم خبرة إدارية استقالوا من السنة الأولى للمجلس، ولم يتبقَ سوى عدد محدود من الأعضاء الذين يحضرون بصفة رسمية.
وختم هويدي تصريحاته بالتنويه إلى تدخل بعض الجماهير في قرارات مجلس الإدارة، حيث أصبح صوت بعض الجماهير يفرض نفسه على المجلس، وتُعكس القرارات في توجهات معينة بدلاً من أن تكون مبنية على أسس مهنية ومدروسة تخدم مصلحة النادي ككل.
القطيشات: الفيصلي يفقد بريقه؛ والأزمات المالية والإدارية تضاعف المعاناة
وفي نفس السياق ، صرّح الصحفي الرياضي يحيى القطيشات ، في تصريح خاص لـ”نخبة بوست”، بأن فريق النادي الفيصلي لم يتمكن خلال الموسم الماضي من الحفاظ على لقب بطولة الدوري للمحترفين، كما لم ينافس على لقب بطولة الكأس، واكتفى فقط بلقب بطولة الدرع، وهو أمر لا يرضي جماهير النادي.
وأوضح القطيشات أن الأمل كان معقوداً على تحقيق النادي للبطولات في الموسم الحالي، ولكن الأداء حتى الآن لم يكن على مستوى التطلعات، حيث تلقى الفريق 13 خسارة، ما يعتبر ضربة قوية لفرصه في المنافسة على بطولة الدوري، خاصة في ظل وجود فرق قوية مثل فريق الحسين إربد الذي يتصدر بـ 19 نقطة من سبع مباريات، وله مباراة مؤجلة، إضافةً إلى قوة فريق الوحدات، مما يزيد من الفجوة في النقاط بين الفيصلي وبقية الفرق.
وأضاف أن الفريق فقد عدداً من اللاعبين البارزين مثل إحسان حداد، يوسف أبو جلبوش”صيصا”، عارف الحاج، رزق بني هاني، والمحترف رونالد وانجا، الذين انتقلوا إلى فريق الحسين، مؤكداً أن النادي لم يتمكن من الحفاظ عليهم لأسباب مالية، مما ساهم في تراجع المستوى الفني للفريق.
كما أشار القطيشات إلى مشكلة كبرى في النادي تتعلق بإنهاء عقود اللاعبين المحترفين من طرف واحد، مما كلف النادي مبالغ ضخمة نتيجة قضايا مرفوعة أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، والتي كسبها جميع اللاعبين والأجهزة الفنية، وكان آخرها قضية الحارس السوري أحمد مدنية، إضافةً إلى المهاجم التونسي رفيق الكامرجي والجهاز الفني التونسي بقيادة غازي الغراغيري، فضلاً عن المحترف الإنجليزي السابق ناثان مافيلا؛ حيث تكبد النادي تكاليف كبيرة أثرت على ميزانيته، بما في ذلك القدرة على تسديد رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية.
ولفت إلى أنه يجري الحديث حالياً عن إمكانية تغيير الجهاز الفني بقيادة الكابتن محمد رأفت واستبداله بأحد المدربين من أبناء النادي، إلا أن هذا القرار لم يُحسم بعد.
وأنهى القطيشات تصريحاته بأن جماهير النادي تعتبر أي قرارات يتخذها مجلس الإدارة، وخاصة تلك المتعلقة بتغيير الجهاز الفني، بمثابة محاولات بائسة للتغطية على فشل الإدارة في إدارة شؤون الفريق، وتطالب برحيل مجلس الإدارة الحالي كحل جذري لتحسين أوضاع النادي.
نادي الفيصلي على مفترق طرق: هل ستنقذه قرارات حاسمة أم ستطيل الأزمة أمد المعاناة؟
يبدو أن الأزمة في نادي الفيصلي تتطلب قرارات حاسمة وجريئة لإعادة الفريق إلى مساره الصحيح وتحقيق تطلعات الجماهير؛ فالنادي، الذي طالما شكّل رمزاً للبطولات والإنجازات على الساحة الرياضية الأردنية، يقف الآن على مفترق طرق يتطلب إصلاحات شاملة تتجاوز الحلول الآنية والمؤقتة.
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع الخطوات القادمة من الإدارة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الفيصلي من تجاوز هذه التحديات والعودة بقوة إلى المنافسة، أم أن النادي سيظل يعاني من تبعات الأزمة لفترة أطول؟