نخبة بوست – يكاد يتزامن الخبران، فالجيش العربي يجري تمريناً تعبوياً عسكرياً لاختبار إجراءات المعركة الدفاعية حمل إسم “عزم المرابطين”، وجيش العدو الاسرائيلي يُعلن عن تأسيس فرقة عسكرية جديدة على الحدود مع الأردن.
لا شيئ يأتي بالصدفة خلال وضع متأزّم، تدور خلاله حربان قريبتان منّا، في غزّة ولبنان، وإذا كان هناك مجانين يحكمون الكيان الإسرائيلي، ولا يتركون فُرصة إلاّ ويهدّدون فيها الجميع، ومنهم الأردن بالطبع، وبشكل مباشر وغير مباشر، فالأردن يُعلن جاهزيته.
العقل الإسرائيلي المجنون يمكن أن يأخذ الكيان إلى المتوقّع وغير المتوقع، ويمكنه أنّ يحاول التحرّش بالضفة وصولاً إلى تهجير، ولكنّ العقل الأردني الواعي يتوقّع أيّ سيناريو ممكن، ويعمل على هذا الأساس.
أوّل وآخر تقدّم إسرائيلي نحو الأردن كان في الحادي والعشرين من آذار من العام ١٩٦٨، وذاقت دباباته وعرف ضباطه وجنوده طعم الهزيمة المرّ، وكلّ ذلك لم يستغرق سوى نهار واحد، وطلب يائساً وقف إطلاق النار، وسمّي ذلك النهار بمعركة الكرامة.
لا نتحدّث، هنا، عن شعارات، ولكنّ الأردن كلّه جيش عربي، من القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى كلّ المواطنين، و”عزم المرابطين” ليس مجرّد كلمتين، بل هما عنوان لكلّ البلاد بطولها وعرضها!
أثبت الأردن جدّيته في عدم استخدام أجوائه، لا من إيران ولا من كيان العدو، وكسر كلّ التقوّلات، وسيظلّ يثبت عزم مرابطيه، وللحديث بقية.