نخبة بوست -نضال البطاينة وزير العمل السابق ، وأمين عام عام حزب إرادة السابق ، ومن قبل ذلك رئيس ديوان الخدمة المدنية ، هذا الرجل وهو من أبناء العمومة، ولكن العلاقة الشخصية بيني وبينه شبه مقطوعة، وبيني وبينه خلاف فكري ، قدمت له وللحزب الذي ينتمي له بعض النصائح سواء بشكل مباشر ، أو بشكل غير مباشر عبر مقالاتي ، بصفتي متخصصاً في العمل السياسي والحزبي وحقوق الإنسان واللامركزية ، وظلمت وكغيري من المئات وربما الآلاف من الموظفين في عهد الحكومة التي كان مشاركا فيها ، والتي ارتكبت ربما خطايا كبيرة بحق بعض أبناء الشعب الأردني.
ورغم ذلك لا بد من كلمة حق، بحق شخصه الكريم تعبيراً عن الموضوعية التي أنتهجها في طروحاتي، وهنا أود أن أشيد وأثمن جهوده السياسية والحزبية على مدار قرابة الثلاث سنوات، التي قضاها في بناء وتأسيس حزب إرادة ، كانت البداية من نقطة الصفر وتحمل عناء البناء والتأسيس ، تنقل بين الأحياء السكنية، والقرى والبوادي والمخيمات ، وفي المدن ، والمحافظات ، لم يترك مساحة جغرافية في المملكة الأردنية الهاشمية تعتب عليه، ، وهو يجول لنشر الثقافة الحزبية الجديدة التي جاءت نتيجة ثمرة مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، لم يعرف الكلل أو الملل أو التعب ، لديه طاقة إيجابية غير مألوفة للعمل على مدار الساعة ، إيماناً منه بأهمية خدمة وبناء الوطن ، تلبية للتوجيهات الملكية الهاشمية السامية بضرورة التحول نحو ترسيخ وتجذير الحياة الحزبية، وساهم بشكل كبير في تعزيز وتجذير وتنشيط الحياة الحزبية ، وخلق جوا كبيراً من المنافسة بين الأحزاب.
وكان هو وزملاؤه في الحزب من المحفزين والدافعين للأحزاب الأخرى على النهوض والانتشار في كافة أرجاء الوطن للعمل على استقطاب الشباب والأعضاء من مختلف الأجناس والأعمار على الانضمام للأحزاب السياسية ، وكان أول حزب يسجل رسميا ويحصل على الترخيص الرسمي بموجب القانون الجديد للأحزاب ، بح صوته وهو يشرح ويناقش، وحفيت قدماه متنقلا من مكان لآخر للإجتماع بثلة من أبناء الوطن لإقناعهم بأهمية العمل الحزبي والحياة الحزبية، صعد الجبال الشاهقة والعالية متجاوزاً التحديات والعقبات التي واجهته كشخص وكحزب ، وتغلب على كل الشائعات التي طالته شخصيا وربما عائلته الكريمة سواء من الداخل أو الخارج ، وحاولت النيل من سمعته، لإضعافه، والنيل من عزيمته وهمته العاليه بهدف إبعاده عن مشروعه السياسي والحزبي ، وإفشال طموحه ، لكن الإصرار والعزيمة منه ومن زملاؤه في الحزب استطاعوا التغلب على كل العقبات والتحديات ، وتجاوز الشائعات وأن ينجوا الحزب ويظفر بعدد وافر من مقاعد مجلس النواب كغيره من الأحزاب الأخرى.
والآن بعد أن وصل الحزب إلى نقطة الاستقرار السياسي والحزبي في القمة طلب وفق الإجراءات القانونية الناظمة لعمل الحزب بموجب النظام الداخلي أن يفسح المجال إلى قيادات حزبية من داخل الحزب عبر الانتخابات الديمقراطية الداخلية لتكمل المشوار ، وهذا يعكس ويعبر عن الزهد في الخلود على الكرسي كما هو لدى العديد من الأحزاب أو المؤسسات والدوائر الرسمية الأخرى ، لأن معالي أبو فيصل يؤمن أن المياه الراكدة آسنة، ولذلك لا بد للمياه أن تستمر بالجريان لتبقى نقية، وبناء عليه لا أحد يستطيع إنكار جهوده بالتكامل والتضامن مع زملاؤه في وضع الحزب على السكة الصح، وختاما لا ننكر أن معاليه أجتهد في بعض الأمور ولم يكن موفقاً فيها، وله أجر ، واجتهد في أمور أخرى ونجح فيها ونال منها أجرين ، متمنياً له التوفيق في قادم الأيام ، وللحديث بقية.