نخبة بوست – علي يونس (واشنطن)
ستُحسم اليوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسيكون للولايات المتحدة رئيس جديد، إما مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب أو مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
وفي هذا الصدد؛ كثُر الحديث عن تأثير أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات، وما إذا كان بإمكان المجتمع المسلم أن يؤثر في نتيجة الانتخابات في ولايات حاسمة مثل ميشيغان، والتي قد تكون الفيصل لكلا المرشحين؛ ومع ذلك، يعتمد كلا المرشحين على حساباتهم واستراتيجياتهم للفوز بالولايات التي تضمن الوصول إلى البيت الأبيض.
ما الذي يحسم نتائج الانتخابات ؟
تتحدد نتائج الانتخابات الأمريكية بعدد الولايات التي يفوز بها كل مرشح وعدد الأصوات الانتخابية المخصصة لتلك الولايات، وليس بناءً على إجمالي أصوات الناخبين؛ حيث يبلغ مجموع أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتاً، موزعة بين الولايات.
على سبيل المثال، تمتلك تكساس 40 صوتاً للجمهوريين، في حين أن كاليفورنيا تملك 54 صوتاً للديمقراطيين، أما ميشيغان فتملك 15 صوتاً وقد تتأرجح بين أي من الحزبين. المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً انتخابياً يفوز برئاسة الولايات المتحدة.
أصوات العرب والمسلمين .. هل تغير مسار النتائج ؟
للأسف، يفتقر المجتمع العربي والمسلم في الولايات المتحدة إلى تأثير حقيقي في نظام الانتخابات الأمريكي، إذ لا يُعرف عنهم تقديم تبرعات كبيرة للحملات الانتخابية، مما يضعف قدرتهم على التأثير.
كما أن إقبالهم على التصويت غالباً منخفض؛ فهم كمجتمع لا يشعرون بقدرتهم على إحداث تغيير في النتائج، خاصةً مع تركزهم في ولايات محسومة كلياً للجمهوريين مثل تكساس وفلوريدا، أو للديمقراطيين مثل نيويورك وكاليفورنيا وإيلينوي.
لكن حتى الفوز بولاية ميشيغان، سواء بأصوات المسلمين أو دونها، لا يعني بالضرورة الفوز بالبيت الأبيض؛ الفوز بالرئاسة يتطلب استراتيجيات معقدة وحسابات دقيقة لتأمين 270 صوتاً انتخابياً.
انهاء الحرب الاسرائيلة على غزة .. الهم الأكبر للمجتمع العربي والإسلامي في أمريكا
يتمثل الهم الأكبر للمجتمع العربي والإسلامي في هذه الدورة الانتخابية في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة؛ الدعم العسكري والدبلوماسي والمالي غير المحدود الذي قدمته إدارة بايدن لإسرائيل لمواصلة حربها على الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن آراء العرب والمسلمين الأمريكيين، يكشف أن الحزب الديمقراطي لا يعيرهم اهتماماً في هذه القضية.
ينطبق ذلك أيضاً على الحزب الجمهوري، إذ أعلن كلا الحزبين دعمهما المطلق لإسرائيل وتعهدهما بمزيد من الدعم لعملياتها في غزة، مما يعكس ضعف تأثير المجتمع العربي والمسلم في السياسة الأمريكية.
وفي الولايات المتحدة، تُعتبر إسرائيل قضية داخلية، وليست شأناً خارجياً، حيث يتغلغل الدعم لإسرائيل في الثقافة الأمريكية ويُعتبر عميقاً ودينياً.
وتتمتع المنظمات السياسية والدينية المؤيدة لإسرائيل بنفوذ قوي وقدرات مالية كبيرة تُسخرها للتأثير في الانتخابات وضمان نجاح المرشحين المؤيدين لإسرائيل في الكونجرس والمناصب الحكومية، بينما يخوض أولئك الذين ينتقدون إسرائيل صراعاً عسيراً في مواجهة حملات مكثفة لهزيمتهم.
3 أعضاء في الكونغرس الأمريكي يخسرون مقاعدهم بسبب دعمهم للفلسطينيين
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، خسر ثلاثة أعضاء في الكونغرس الأمريكي من نيويورك وشيكاغو وميسوري مقاعدهم بسبب دعمهم للفلسطينيين وانتقادهم لإسرائيل، حيث أنفقت منظمة إيباك المؤيدة لإسرائيل عشرات الملايين من الدولارات لهزيمتهم واستبدالهم بمؤيدين لإسرائيل.
يضاف إلى ذلك أن الأثرياء الأمريكيين يقدمون تبرعات ضخمة لكلا الحزبين، وهي إمكانيات لا يمتلكها المسلمون الأمريكيون، مما يؤثر في توجهات المرشحين تجاه القضايا التي يتبنونها بعد الوصول إلى السلطة.