نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

مع بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتصاعد الترقب العالمي لهذا السباق المحتدم، حيث تواجه الولايات المتحدة واحدة من أكثر الانتخابات غموضاً في نتائجها، مع تقارب استطلاعات الرأي بشكل كبير بين المرشحين.

وتأتي هذه الانتخابات في ظل أجواء داخلية مشحونة واحتمالات لاندلاع أعمال شغب، مما دفع العديد من المحلات التجارية في الولايات المتحدة لاتخاذ تدابير احترازية.

وتمثل هذه الانتخابات منعطفاً قد ينعكس على السياسة العالمية، ويثير تساؤلات حول مصالح الدول الإقليمية، بما في ذلك الأردن، الذي يتطلع إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة ووضع حدٍ للصراع العربي الإسرائيلي، بغض النظر عن هوية الرئيس الأمريكي المقبل، وفي حلقة نبض البلد اللية تم إستضافة نائب رئيس الوزراء الأسبق د. مروان المعشر للحديث أكثر.

وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس الوزراء الأسبق د. مروان المعشر أن التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعتبر أمراً صعباً في ظل احتدام السباق الرئاسي، وخاصة في الولايات السبع المتأرجحة، حيث تظهر الاستطلاعات حتى اللحظة تقارباً شديداً بين المرشحين دون مرجح واضح لأي منهم.

العديد من المحلات الأمريكية بدأت بتعليق لوحات خشبية على نوافذها، تحسباً لاحتمالات حدوث اضطرابات بعد إعلان النتائج

وأضاف المعشر أن أولى الولايات ستغلق صناديق الاقتراع السابعة مساءً بتوقيت واشنطن، مؤكدًا أن نتائج بعض الولايات قد لا تُحسم لعدة أيام في حال عدم وضوح الرؤية حول الفائز.

كما شدد على أهمية فوز المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس بولايات رئيسية كـ بنسلفانيا أو ميشيغان، وأن حسمها لهذه الولايات قد يعني فوز الديمقراطيين بالانتخابات.

أما عن الولايات ذات الأغلبية الجمهورية تقليدياً، فقد أشار المعشر إلى ولاية نورث كارولاينا التي تميل عادةً للحزب الجمهوري، غير أن هذه الانتخابات تشهد وجود مرشح جمهوري مثير للجدل بتصريحات عنصرية قد تؤثر على فرصه.

ولاية آيوا، والتي كانت غالباً محسوبة على الجمهوريين، تظهر الآن تفوقاً للديمقراطيين بفارق بسيط وفقاً للاستطلاعات الأخيرة

وبيّن المعشر إلى أن الحديث عن حسم النزاع العربي الإسرائيلي ليس مرجحاً تحت إدارة أي من الحزبين، موضحاً أن إدارة ترامب سعت في الشرق الأوسط إلى تطبيق “صفقة القرن” التي لم تلق قبولاً في الأردن، ما أثر سلباً على العلاقة الأردنية الأمريكية في عهد ترامب.

وأوضح أيضاً أن الأردن تعامل بحيادية مع الإدارتين الأمريكيتين وحرص على بناء علاقات متوازنة، مضيفاً أن الأردن قد يفضل رؤية فوز كاميلا هاريس، لكن العلاقات الجيدة مع أصحاب القرار في البيت الأبيض تمكنه من التعامل مع أي نتيجة.

المصالح العربية تختلف بين الدول ولا يمكن اختزالها بمصلحة واحدة، والمصلحة الأردنية تركز على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بينما تنظر دول عربية أخرى إلى أولويات مغايرة

عالمياً، أشار المعشر إلى أن هناك قلقاً متزايداً من سياسة الانعزالية التي يتبعها ترامب، والتي تتسم بمعارضة الحلف الأطلسي واتفاقيات التجارة العالمية، مما يثير مخاوف أوروبية وصينية من فوز ترامب مجدداً، مؤكداً على طبيعة العلاقة الغريبة بين ترامب والرئيس الروسي بوتين، إذ لم تشهد توتراً مثل علاقته مع الصين.

وحول الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، قال المعشر إلى احتمالات حدوث أعمال شغب نظراً للانقسام الحاد، مضيفاً أن هناك دعوات للانتقال إلى التصويت الشعبي المباشر، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب موافقة ثلثي الولايات، وهو أمر شبه مستحيل في ظل رفض الولايات الصغيرة للتنازل عن جزء من سلطتها للولايات الكبيرة.

ورأى المعشر أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية ليست مجرد سباق بين حزبين، بل هي تعكس تساؤلات أعمق حول نظام الحكم والديمقراطية في الولايات المتحدة.

ومع تزايد القلق العالمي بشأن السياسة الأمريكية، يبقى الأردن على موقفه الداعم لتحقيق السلام في المنطقة بصرف النظر عن هوية الرئيس القادم، مؤكدًا أن المصلحة الأردنية تكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والمحافظة على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version