نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
بعد ساعات حاسمة شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، ووسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سير العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية، تحددت هوية ساكن البيت الأبيض الجديد، حيث أعلن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، يبدو المشهد مشابهًا في انتخابات الكونغرس الأمريكي؛ إذ تمكن الحزب الجمهوري من الهيمنة على مجلس الشيوخ، الشق الأول من الكونغرس، بفوزه بـ 51 مقعدًا من أصل 100 مقعد؛ فيما لا يزال الصراع مستمرًا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري للفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب.
ترامب سيحسم الملفات العالقة بـ “القوة”
وفي هذا الصدد، صرح أستاذ العلوم السياسية د. محمد القطاطشة في حديث خاص لـ “نخبة بوست” أن فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب كان متوقعًا؛ نظرًا لعدم قدرة إدارة الرئيس جو بايدن على حسم العديد من الملفات العالقة، مثل الحروب في أوكرانيا وغزة ولبنان؛ وأضاف أن قدوم ترامب سيحسم هذه الملفات باستخدام القوة.
وأشار القطاطشة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينسجم مع ترامب، الذي من المتوقع أن يكمل تنفيذ “صفقة القرن”، ولفت إلى أن ترامب قد يسعى لإنهاء ملف غزة بدعمه احتلال شمال القطاع، وتهجير جزء من الفلسطينيين إلى سيناء، ثم تهجير أهالي الضفة الغربية إلى الأردن، بهدف ضم الضفة إلى إسرائيل؛ واعتبر ذلك بمثابة “الهدية الثانية” لإسرائيل بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس،.
وأضاف بقوله ” أعتقد أن حرب غزة مهدت لصففة القرن، مما يعني أن ما حصل في السابع من أكتوبر قد يكون أعطى مبررات كافية لهولاء وللنظام الإقليمي بأكمله بأن ينهي هذه الملفات”.
وأوضح القطاطشة أن السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تعرضتا لضغوط متزايدة في الآونة الأخيرة، مما يمهد الطريق لإنهاء حق العودة.
وفيما يتعلق بملف إيران، أشار القطاطشة إلى أن دول الخليج قد تدعم ترامب مقابل اتخاذه خطوات لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة؛ وقد يشمل ذلك التنسيق مع روسيا لإخراج إيران من سوريا، بحيث تصبح المنطقة استراتيجية روسية، مما يعزز توزيع النفوذ بين القوى الكبرى.
ترامب سيعمل على إنهاء ملف الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية
من ناحية أخرى، قال القطاطشة إن ترامب قد يمارس ضغوطًا على الدول العربية لاعتبار الحركات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين، منظمات غير شرعية؛ وأكد أن ترامب سيسعى إلى تكشف التناقضات في مواقف بعض الدول العربية، طالبًا منها اتخاذ مواقف واضحة وشفافة مقابل تحقيق مصالحها.
وأشار إلى أن هيمنة الحزب الجمهوري على الكونغرس تعزز سلطة ترامب، مما قد يغير سياسة الولايات المتحدة تجاه عدد من الملفات، لا سيما ملف أوكرانيا، حيث قد يُلزم أوكرانيا بالاعتراف بالمناطق التي احتلتها روسيا، بهدف إنهاء الحرب.
وأضاف القطاطشة أن السيناريو المتوقع هو أن تستخدم إسرائيل فائض قوتها لاستعادة سيطرتها على المنطقة بالكامل، مع تسريع عملية التطبيع مع دول الخليج. وأشار إلى أن منطقة شمال غزة قد تصبح “إسرائيلية” لتشييد مستوطنات، مع العمل على إنهاء وجود حركة حماس، وإن كانت ستظل قائمة كفكرة.
وتطرق القطاطشة في ختام حديثه الى موقف ترامب من الملف اللبناني، وقال ” إن ترامب في ملف لبنان سيعمل على “تقليم أظافر” حزب الله، بحيث ينتهي دوره العسكري مع استمرار دوره كذراع سياسي داخل الدولة؛ كما قد يدعم ترامب احتلال إسرائيل لمسافة 10 كيلومترات من المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل”.