نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لتطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة وجنوب لبنان إن جيش الاحتلال بدأ يعاني من مشكلات تتعلق بالذخيرة والقوى البشرية، وهي مشكلات برزت نتيجة القتال على جبهتين في آن واحد، مما يتعارض مع عقيدته القتالية.
وأضاف أبو زيد أن نقص القوى البشرية ناتج عن الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قوات الاحتلال في جبهة جنوب لبنان، بالإضافة إلى انخفاض الاحتياط، حيث إن واحداً من كل ثلاثة مطلوبين للخدمة العسكرية لم يلتحق بالتجنيد، و15% من الجنود تركوا الخدمة العسكرية ولم يعودوا إلى الاحتياط، في حين ارتفع عدد الحاصلين على إعفاءات لأسباب طبية ونفسية من 4% إلى 8% قبل الخدمة، وفق أرقام نشرتها مواقع إسرائيلية.
وأشار أبو زيد إلى أن نجاح حزب الله في قصف قاعدة “تسريفين”، التي تبعد 120 كم عن لبنان، بصاروخ “فاتح 110” يعد خطوة ضمن معادلة التناسب؛ حيث تضم القاعدة معسكرات للتدريب والتعليم العسكري ومقرات لضباط كبار في سلاح المدفعية والاتصالات، إلى جانب الوحدة العسكرية التابعة للناطق باسم جيش الاحتلال. وتعمل في القاعدة وحدة “108” المتخصصة في صيانة الأنظمة والمعدات الإلكترونية والتقنية في سلاح الجو.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في غزة، أشار أبو زيد إلى أن قوات الاحتلال سحبت الفرقة 252 الاحتياطية، التي كانت منتشرة بلوائين في محور نتساريم، وأعادت الفرقة 99 مشاة (احتياط) إلى نفس المحور، مما يشير إلى محدودية الخيارات العسكرية المتاحة لدى الاحتلال، إذ يعيد نشر الفرق ذاتها بعد ترميم خسائرها. وأضاف أن لهذه التحركات محاذير عملياتية، إذ تؤدي إلى بناء وحدات عسكرية هشة وفقدان الجنود للروح القتالية، وهو ما يفسر تراجع مستوى العمليات القتالية في قطاع غزة.