*عيادات: احتمالات التصعيد والتهدئه في الشرق الأوسط متساوية
*عيادات: ترامب شعبوي وليس عقائدي
*عيادات: التهدئة قد تكون الخيار الأفضل بالنسبة لإسرائيل على المدى البعيد
*عيادات: التحولات في المزاج العام الأمريكي تعود لأسباب اقتصادية وسياسية
نخبة بوست – عقد معهد السياسة والمجتمع ندوة بعنوان “ترامب والشرق الأوسط والخيارات الأردنية القادمة”، بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء في السياسة والعلاقات الدولية، حيث تم مناقشة تداعيات الانتخابات الأمريكية الأخيرة على منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على الخيارات المتاحة أمام الأردن في ظل التحولات المتوقعة.
وتولى إدارة الندوة أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور بدر ماضي، الذي شدد على أهمية الموضوع وتناول القضايا المتعلقة بالانتخابات الأمريكية وتأثيراتها المحتملة، موضحًا أن هذه التحولات قد تغير بشكل كبير شكل الإدارة الأمريكية.
عيادات: التحولات الأمريكية تُحتّم التواضع وتفتح المجال لخيارات متنوعة بين التصعيد والتهدئة
وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد خير عيادات، إلى أن احتمالات التصعيد والتهدئة في الشرق الأوسط متساوية في المرحلة الحالية، وأن الساحة مفتوحة أمام خيارات متعددة؛ وكل منها يحمل مبرراته.
هناك أهمية للتواضع في تقييم الخيارات المتاحة، نظرًا لتعقيد الأوضاع وصعوبة حل المسائل المتشابكة في الوقت الراهن
واستعرض عيادات أسباب فوز ترامب والحزب الجمهوري، موضحًا أن هناك صدمة داخل الحزب الديمقراطي أدت إلى انتقادات لاذعة من أعضائه.
وتطرق إلى تأثير السياسات الاقتصادية للرئيس الأسبق رونالد ريغان، لا سيما مشروع التحرير الاقتصادي، الذي أدى إلى تزايد الشعور بالغضب لدى الشعب الأمريكي، حيث أصبحت الرغبة في الانتقام من النخب السياسية أقوى من الرغبة في الحفاظ على الاستقرار.
وأشار عيادات إلى سياسات ترامب الاقتصادية، مثل تخفيض الضرائب على الأغنياء، مؤكدًا أن هذه السياسات لم تعود بالفائدة على الطبقة الوسطى، بل أدت إلى زيادة الديون العامة.
ومثال على ذلك هو زيادة ثروة إيلون ماسك بمقدار 26 مليار دولار في أسبوع واحد نتيجة لتخفيضات الضرائب
وأضاف عيادات أن رفع التعرفة الجمركية على الواردات، ضمن سياسات ترامب الحمائية، لا يعود بالنفع الكبير على الاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن اليابان بدأت التحضير لتحولات جديدة في علاقاتها مع الصين، حيث تزيد من نفقاتها العسكرية وتدرس خيارات جديدة.
وفيما يتعلق بشعار “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى“، أوضح عيادات أن سياسة ترامب تقوم على تحالفات مصلحية وليست عقائدية،
إن اتباع هذه السياسة لن يحقق العظمة لأمريكا، حيث إن جزءًا من النمو الاقتصادي الأمريكي مرتبط بعلاقاته الاقتصادية العالمية
وتطرق عيادات إلى التعيينات المتوقعة في إدارة ترامب، مثل ماركو روبيو لوزارة الخارجية وإليسا ستيفانيك التي من المحتمل أن تكون ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة، حيث أعرب عن انزعاجه من هذه التعيينات، خاصة فيما يتعلق بستيفانيك، التي يرى أنها قد تكون ممثلة لإسرائيل أكثر من الولايات المتحدة.
وأشار أيضًا إلى تعيين يحيئيل ليتر سفيرًا لإسرائيل في الولايات المتحدة، مسلطًا الضوء على خلفيته، حيث فقد ابنه في حرب غزة ووجه رسالة حادة لبايدن.
وفيما يتعلق بالخيارات في المنطقة، أكد عيادات أن الخيار الأكثر احتمالًا في المرحلة الانتقالية هو التصعيد، مشبهًا الحالة بحالة “إطلاق النار” في الأزمات، حيث يحدث تصعيد أولي يتبعه تهدئة لاحقًا.
التهدئة قد تكون الخيار الأفضل بالنسبة لإسرائيل على المدى البعيد، حيث إن الهيمنة تتطلب توازنًا بين القدرة العسكرية والقبول السياسي، و إسرائيل بحاجة للتهدئة للحفاظ على هيمنتها الإقليمية
وبالنسبة لإيران، بيّن عيادات أن الاعتقاد الأمريكي بأن إيران هدف سهل يعدّ خطأً استراتيجيًا، مؤكدًا رغم عدم تعاطفه مع إيران، إلا أن توزيع القوى الحالي لا يسمح بإضعافها بسهولة.
وأضاف عيادات أن فوز ترامب ليس حالة استثنائية، حيث سبق وأن أحدث رونالد ريغان تحولًا مشابهًا في المشهد السياسي الأمريكي، وأوضح أن فوز ترامب له أبعاد عقائدية وعرقية، حيث يدفع الحزب الجمهوري باتجاه تأسيس حزب قومي ديني عرقي، ما قد يعزز توجهاته اليمينية المتطرفة.
وفي ختام حديثه، أشار عيادات إلى الموقف السعودي من إيران، موضحًا أن السعودية ترفض الهيمنة الإيرانية الشيعية كما ترفض الهيمنة الإسرائيلية اليهودية، وأن هذا الموقف دفعها لإعادة تقييم استراتيجياتها.
