نخبة بوست – أؤمن دومًا أن من حق كل مجموعة تأسيس حزب يتبنى رؤيتهم طالما يعمل تحت الدستور.
وأؤمن بالتعددية السياسية وقبول الاختلاف مع الآخر.
لكن لفت نظري توصيف حزب جديد تحت التأسيس من أحد مؤسسيه الأخ طلال الشرفات.
فالتوصيف لم يصف الحزب ومبادئه، بل كال الاتهامات على كل من يخالفه الرأي، فادعى أنه يملك الحق الحصري للدفاع عن قيم المجتمع وبذلك ممارسة الوصاية، وأنه الحامي للهوية الوطنية الأردنية، وذلك يعني أن أي خلاف على طريقة الحماية الأمثل يعني أن الطرف الآخر ضد الهوية الوطنية.”
قسم الأردنيين إلى موالاة وغير موالاة حتى وصفها بالموالاة التقليدية!
باللغة البسيطة، أعطى نفسه الحق بتخوين جزء من الأردنيين، فعكس الموالاة هي الخيانة.
لو يشرح لنا ما هي مواصفات الموالاة؟ فمثلثنا الذهبي كأردنيين هو الملك والجيش والشعب.
هل يعلم الزميل أنه بهذه اللغة يضر بالوحدة الوطنية ولا يفيدها؟
وصف كل أردني يمتلك علاقات طبيعية سياسية مع دول أخرى بأنها محرمة. فهل يريد أن ننعزل عن العالم؟ وهل إذا قمنا بالتحاور مع صناع قرار في دول أخرى نصبح مشبوهين؟”
هل يعلم أن الأردن يستقبل مساعدات من دول ويتعامل معهم؟ ويؤثر بصناع قرارهم لامتلاكه علاقات متوازنة؟
أعتقد أن الزميل أخطأ في خطواته الأولى وقام بتنصيب حزبه الوليد وصيًا على الناس. وبنى فكرته على مهاجمة الآخرين وتوزيع صكوك غفران.
سؤال: عدم انتمائي لحزبك وعدم إيماني بطرحك التقليدي، ماذا يجعل مني كأردني؟
تاريخنا الأردني وقيمنا التي تدافع عنها كانت، مهما اختلفت، لا تخون الآخر.
تذكر وتأكد أننا إذا اختلفنا نختلف من باب حب الوطن.
يومًا اتهمت التيار المدني بالعمل خارج الدستور، واليوم تقوم بحصر الرأي برؤيتك.
أنا جزء من تيار يؤمن بالمواطنة وسيادة القانون، وأن الأردنيين يميزهم عن بعضهم الإنجاز. أؤمن بعدم الوصاية خارج القانون. أؤمن بأن العشيرة مكون اجتماعي مهم يجب الحفاظ عليه وإبعاده عن السياسة. أؤمن بالقدرات لا بالمحاصصة.
أتمنى لك التوفيق والسداد والنجاح. وأتمنى أن تطلعنا على محاور الخلاف الإيديولوجي مع مثلاً حزب الميثاق.
وأرجوك كمحب، إن اختلفت مع غيرك من الأحزاب الأردنية أن تبتعد عن توصيف موالاة وغير موالاة.
هذه اللغة لا تصب في وحدة جبهتنا الداخلية التي نحن بأمس الحاجة لها اليوم. فالواجب الوطني “للموالي” بتصنيفك، و”لأردني” بتصنيفي، هو وحدة الجبهة الداخلية، فنحن لا نملك ترف توزيع صكوك غفران.
وفي النهاية، استعملت كلمة موالاة أكثر من مرة، لذلك عليك تعريفها قبل استعمالها. فمن هم من يحظون بتصنيفك لهم كموالاة؟ لأن كل مقالاتك ضمنيًا تشير إلى من ينتمي للتيار المحافظ سياسيًا.
وإذا كان ذلك غير صحيح، عليك وصف المصطلح لنعرف، والإشارة بوضوح لمن تقصد. لأن استعمال هكذا مصطلح بكثرة يعني أن غير الموالين كثر جدًا.”*