نخبة بوست – ها هي القمة العربية الإسلامية غير العادية، تنعقد للمرة الثانية لدى المملكة العربية السعودية، استجابة لطلب فلسطين.
الأولى انعقدت يوم 11 تشرين الثاني نوفمبر 2023، وما بين المؤتمرين انعقدت عدة مؤتمرات منها:
1 – مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي انعقد في الأردن بتنظيم مشترك مع مصر والأمم المتحدة يوم 11 حزيران 2024، وسيعقد مؤتمر مماثل في القاهرة يوم 2 كانون أول 2024.
2 – مؤتمر القمة العربية الثالثة والثلاثين الذي انعقد في البحرين يوم 6 أيار مايو 2024.
3 – انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية الخامسة عشرة الذي انعقد يوم 5 أيار مايو 2024 في جمهورية جامبيا.
4 – انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية يوم 10 كانون أول ديسمبر 2023.
5 – اجتماع محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا وصدور رأيها الاستشاري نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإزالة آثاره، ودفع التعويضات عن أضراره في أسرع وقت ممكن، يوم 19 تموز يوليو 2024.
6 – صدرت القرارات: 2712، 2720، 2728، 2735، عن مجلس الأمن، المطالبة بوقف إطلاق النار، وخطوات عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن ودون عوائق.
ولم تتجاوب المستعمرة مع أي من هذه القرارات، والاجتماعات، والدعوات، والمطالبات الملحة، وتواصل جرائمها البشعة ضد المدنيين الفلسطينيين.
بداية، مجرد انعقاد القمة العربية الإسلامية وحضور زعماء 57 دولة عربية وإسلامية للمرة الثانية، من أصل 193 عدد أعضاء بلدان العالم لدى الأمم المتحدة توجه معنوي وسياسي مهم وإيجابي، يوجه رسائل أولاً تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وثانياً للمستعمرة الإسرائيلية، وثالثاً لبلدان العالم وخاصة المؤيدة للمستعمرة والداعمة لها: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرهم.
ولكن كما لخص الملك عبدالله الموقف أمام القمة حرفياً:
«لا نريد كلاماً، نريد مواقف جادة وجهوداً ملموسة لإنهاء المأساة وإنقاذ أهلنا في غزة، وتوفير ما يحتاجون من مساعدات».
المستعمرة لم تتجاوب إلى الآن مع أي من هذه القرارات والاجتماعات والدعوات والمطالبات الملحة، وتواصل جرائمها البشعة ضد المدنيين الفلسطينيين، وإخلاء شمال قطاع غزة من أهله، وتفريغهم عنوة بالقصف المباشر، أو بالترحيل القسري، وجرف أراضيهم ومساكنهم كي لا يعودوا إليها، وإبقاء مناطقها خالية من السكان الفلسطينيين نهائياً، وتغيير معالمها تماماً.
تم قتل وتصفية عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وأضعافهم تعرضوا للإصابة القاسية وفقدان الأطراف، وقوات المستعمرة ماضية في برنامجها التدميري والتصفية الجسدية لإنهاء أو لتقليص الوجود البشري السكاني الديمغرافي الفلسطيني على أرض وطنهم.
انعقاد القمة، وصدور القرارات، أمر هام وحيوي، ودعم معنوي، ولكن المذبحة والمجزرة مستمرة، والاحتلال والاستعمار والاستيطان، والتهويد والعبرنة والأسرلة متواصلة، والشعب الفلسطيني يدفع الثمن، ومن وقف معه من الشعب اللبناني شاركه المعاناة والموت والتدمير.
فإلى متى تستمر هذه الجرائم؟؟
واضح أن الاجتماعات والقرارات والقمم غير كافية، غير رادعة، لأن الرسالة التي تصل إلى قادة المستعمرة غير مصحوبة بالفعل المؤدي الى الردع.