نخبة بوست – ليقل من شاء ما يشاء اذا لم يعجبه الكلام ، فالسياسة فن الممكن ، والفرصة الحالية تتحدث عن وجود فرصة لوقف إطلاق النار الذي هو أولوية للجميع . تحدث ترمب القادم الجديد للبيت الأبيض بأنه رجل اقتصاد لا رجل حرب ، وأنه سيسعى لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط وفي اوكرانيا . وبالتالي يريد أن يسجل نجاحا ومصداقية لما قال ومن اول يوم لأنه يريد أن يقول إنه يعني ما يقول وينفذ ما يقول . وهي مصلحة للكيان الذي مضى على حربه أكثر من سنة يستقوي على الشعب الأعزل ويقتل من المدنيين أكثر مما يقتل من المقاومين . وبالتالي فإنه يستطيع أن يقول انني حققت نصرا بقتل رموز في المقاومة وأعدت غزة وجنوب لبنان الى العصر الحجري .

ووقف الحرب مصلحة للشعب الفلسطيني الذي يذبح صباح مساء ويقدم كل يوم وجبة من البشر تحولت إلى مجرد ارقام حيث اقترب عدد الشهداء والمصابين من مائتي ألف ، فهل الدموع والدماء والآهات والتشريد والدمار والخراب والجوع كله لا يعني اي شيء ؟ تحرير الأسرى عمل نبيل لكن الصهاينة يطلقون من باب ويعتقلون من الباب الآخر ، وها نحن نراهم يعتقلون من افرج عنهم بصفقة شاليط . ولا أظن المقاومة كانت متخيلة لهذه الخسائر وهذا الحجم من الدمار ، بل كانوا يظنون أنهم يأسرون ثم يتبادلون الأسرى ، ولا يمكن أن يكون قد خطر ببالهم هذا العدد الهائل من الشهداء والأيتام والأرامل والمصابين والمشوهين والمهجرين . نعم وقف إطلاق النار مصلحة فلسطينية .

وهي مصلحة لبنانية حيث لحق الدمار بلبنان وهي فرصة النظام اللبناني لاستعادة السيطرة على البلد ليكون بيد اللبنانيين لا بيد غيرهم .

ووقف النار مصلحة أردنية لأن الأردن يدرك مخاطر اتساع المعارك والجبهات ولا يمكن له أن يقبل بتوسع الدمار لأن الأردن رئة فلسطين وثباته واستقراره مصلحة أردنية ومصلحة فلسطينية وبهذا يتخلص من مهربي المخدرات والسلاح لأغراض سياسية توريطية لا علاقة لها بانتماء ولا بنضال ولا بجهاد .

ووقف النار مصلحة سورية لأن سوريا الجريحة منذ 2011 تحتاج إلى ترتيب بيتها الداخلي بخروج الروس والامريكان والايرانيين وعودة سوريا للسوريين .

إذن وقف النار مصلحة للجميع وعلينا مباركة ذلك والدعوة إليه لأن الخيارات العاطفية لا تسمن ولا تغني فلنلتقط أنفاسنا لنعود باستراحة المحارب لتعميق الإعداد لأن موازين القوى تحتاج إلى إعادة ترتيب .

شاركها.
Exit mobile version