نخبة بوست – حاكم الخضير
قال خبراء وعاملون بالقطاع السياحي، إن السياحة الداخلية تلعب دوراً مهماً في تحقيق الاستدامة للقطاع وتعزز من مرونته خاصة في ظل الأزمات الإقليمية، حيث تساهم بشكل كبير بالتخفيف من ضرر نقص أعداد السياح القادمين من خارج المملكة.
وأكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قدرة السياحة الداخلية على المحافظة على النشاط الاقتصادي، وديمومة عمل القطاع السياحي من خلال تعزيز الإنفاق المحلي، ما يضمن استمرار عمل القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل الفنادق والمطاعم ووسائل النقل.
يشار الى أن برنامج “أردننا جنة” للسياحة الداخلية المدعومة رحلاته من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، قد حقق أرقاماً قياسية في أعداد المشاركين، حيث وصلت الأعداد الى 288 ألف مشارك خلال الأشهر العشرة الماضية.
وبلغت أعداد حافلات النقل السياحي المشاركة في البرنامج التي قامت بنقل المواطنين للوجهات السياحية نحو 9750 حافلة، بالإضافة إلى 9750 دليلا رافقوا الحافلات، كما وصل عدد المكاتب السياحية المشاركة في البرنامج الى 167 مكتبا، وعدد المطاعم 108 مطاعم، في حين وصل عدد الفنادق والمخيمات الى 84 فندقا ومخيما من جميع الفئات.
وقال الخبير السياحي عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية – فرع العقبة الدكتور إبراهيم الكردي، إنه يمكن للسياحة الداخلية أن تساهم في تعويض النقص الحاصل في السياحة الوافدة للمملكة، ما يساعد في تقليل آثار التراجع بأعداد السياح من الخارج، ويضمن استمرارية دعم القطاع السياحي المحلي.
وأوضح أنه مع انخفاض عدد السياح الدوليين، يمكن التركيز على تشجيع الأردنيين على زيارة الوجهات السياحية المحلية، ما يسهم في تعزيز الإنفاق داخل المملكة ويدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف المناطق، خاصة في المحافظات الأقل نمواً، كما يحقق إيرادات تحتاجها القطاعات المختلفة مثل الفنادق والمطاعم ووسائل النقل.
وأشار الكردي الى أن السياحة الداخلية تساهم أيضا في نشر الوعي حول المواقع التراثية والطبيعية، ما يعزز من ارتباط الأردنيين بثقافتهم وتاريخهم ويسهم في حماية التراث المحلي.
وأضاف أنه من الناحية الاجتماعية، تشجع السياحة الداخلية على تعزيز التواصل بين مختلف فئات المجتمع الأردني وتساعد في تعريف المواطنين بجماليات وطنهم وتنوعه الجغرافي والثقافي.
وأكد أنه لتعزيز السياحة الداخلية في الأردن، يمكن اتخاذ عدة خطوات فعالة لزيادة إقبال الأردنيين على زيارة المواقع السياحية والأثرية، منها تقديم عروض وحزم سياحية مخصصة وتحسين البنية التحتية والخدمات السياحية، والتعاون مع القطاع الخاص، مثل الفنادق وشركات السياحة والمطاعم لتقديم عروض ومزايا للمواطنين، بالاضافة الى تنظيم الفعاليات والمهرجانات المحلية والأنشطة الترفيهية الخاصة بالعائلات والأطفال والتوعية والترويج لمزايا السياحة الداخلية وإبراز جماليات المواقع السياحية من خلال وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته، قال الخبير السياحي الدكتور نضال ملو العين، إنه لتطوير السياحة الداخلية والمحافظة عليها يتطلب ذلك تخطيطاً شاملاً واستراتيجيات متكاملة، مبيناً أن السياحة الداخلية تعد استثماراً مهماً، ودعمها يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعميق الانتماء الوطني للمواطنين.
ولفت الى أهمية إشراك المجتمع المحلي ودعمهم وتشجيعهم على العمل في مجال السياحة كبيع المنتجات المحلية وغيرها من الأعمال الى جانب تمكين الأسر الأردنية من إنشاء متاجر أو مطاعم تقدم المنتجات والخدمات المحلية وتحفيزهم مادياً ومعنوياً.
ودعا الى ضرورة تنسيق الجهود والتشاركية الحقيقية بين القطاعين العام والخاص لضمان الاستثمار الأمثل في القطاع السياحي بشكل عام، والعمل على تعزيز الشراكات مع المنظمات المحلية والدولية لدعم المشاريع السياحية المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
وأكد ملو العين، ضرورة العمل على تحسين البنية التحتية وتطوير الطرق والمواصلات العامة وربط المناطق السياحية بمراكز المدن لتعزيز السياحة الداخلية، بالاضافة الى بناء فنادق من مختلف الفئات والتركيز على الجودة في هذه المنشآت، وتوفير خدمات أساسية في المواقع السياحية والأثرية مثل المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية المختلفة.
وبين أهمية إنشاء برامج وتطبيقات تقدم معلومات عن الأماكن السياحية والأثرية والأنشطة والعروض السياحية التي ستقام في هذه الأماكن، الى جانب تنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية ورياضية لجذب المواطنين والتنوع في الأنشطة السياحية.
بدوره، أوضح نائب رئيس جمعية الفنادق حسين هلالات أن السياحة الداخلية تدعم عجلة التنمية وتوفر فرص عمل في مختلف القطاعات، وتمكن المواطنين من اكتشاف التراث الغني في الأردن، لاسيما وان المملكة تمتلك تنوعا فريدا من حيث المواقع السياحية والأثرية.
وأفاد بأنه من خلال تنشيط السياحة الداخلية يمكننا الحفاظ على زخم قطاع السياحة حتى في الفترات التي يتراجع فيها عدد السياح الوافدين نتيجة الظروف العالمية والإقليمية.
وأكد هلالات، أن برنامج “أردننا جنة” للسياحة الداخلية يعد أحد أنجح المبادرات التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، حيث جعل هذا البرنامج السياحة في متناول الجميع من خلال الدعم المباشر للرحلات وتقديم خصومات كبيرة على الإقامة والخدمات السياحية، داعيا الى دعم البرنامج بشكل مستمر.
من جانبه، قال الخبير والأستاذ في قسم السياحة والسفر بجامعة اليرموك الدكتور عبد القادر عبابنة، إن السياحة الداخلية تعد جزءا من الثقافة، ولها الدور الكبير في توعية المواطنين بأهمية المواقع السياحية والأثرية.
وبين أن السياحة الداخلية في الأردن خاصة في أوقات الأزمات ساهمت في انعاش القطاع، خاصة الفنادق والمطاعم والادلاء السياحيين والتخفيف من الأضرار التي لحقت بهذه القطاعات جراء نقص اعداد السياح القادمين من الخارج.
وتابع أن برنامج أردننا جنة للسياحة الداخلية الذي تم إطلاقه ما قبل جائحة كورونا يعد من أفضل البرامج والمبادرات التي تبنتها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، مشيراً الى أن البرنامج وفر رحلات سياحية بجودة عالية وبأسعار تناسب المواطنين، اضافة الى أنه شاركت به العديد من القطاعات السياحية، واستفاد منه اصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من ابناء المجتمعات المحلية.
وأكد عبابنة ضرورة الاستمرار في برنامج أردننا جنة لتعزيز السياحة الداخلية وتوفير خدمات من قبل اصحاب المشاريع الصغيرة من ابناء المجتمعات المحلية حيث تلبي هذه الخدمات احتياجات ورغبات المواطنين وتناسب أذواقهم.