نخبة بوست – يثير التساؤل حول مدى قدرة برامج الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي”، على تحسين تشخيص الأطباء لأمراض مرضاهم جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية. إلا أن دراسة جديدة، نُشرت في مجلة JAMA Network Open الشهر الماضي، تشير إلى أن الاعتماد على هذه التقنيات لا يحقق الفائدة المأمولة، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
أظهرت الدراسة أن استخدام برنامج “شات جي بي تي”، الذي طورته شركة “أوبن إيه آي”، لم يُحسن بشكل كبير أداء الأطباء مقارنة باستخدامهم للموارد التقليدية فقط. ومع ذلك، تفوق البرنامج في أدائه عند استخدامه بمفرده. حصل الأطباء الذين استخدموا البرنامج على درجة تشخيص متوسطة بلغت 76%، مقارنة بـ74% للأطباء الذين اعتمدوا على الموارد التقليدية فقط. أما البرنامج بمفرده فقد حقق درجة متوسطة بلغت نحو 90%.
تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب
تمثل هذه الدراسة خطوة جديدة في استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، حيث بدأت المستشفيات في العديد من الدول باستثمار هذه التقنيات لدمجها في أنظمة الرعاية الصحية والأبحاث. ورغم الآمال الكبيرة، تثير هذه التطورات قلقاً بين المهنيين الطبيين من احتمال أن تحل هذه التقنيات محل الأطباء البشريين مستقبلاً.
أكد الباحثون أن نتائج الدراسة لا تعني إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التشخيص دون إشراف طبيب. وأوضح إيثان جو، الأستاذ بكلية الطب في جامعة ستانفورد وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، أن البحث أُجري في بيئة محاكاة وليس في ظروف سريرية حقيقية، مما يحد من دقة الاستنتاجات.
وأشار جو إلى أن التجربة صُممت لتكون مختلفة عن اختبارات الترخيص الطبي التقليدية التي خضع لها البرنامج سابقاً، لتقييم قدراته في تشخيص حالات مرضية بشكل مفتوح وأكثر واقعية. وأكد أن الفريق البحثي كان يتوقع أداءً أفضل للأطباء عند استخدامهم البرنامج، لكن النتائج جاءت مخالفة للتوقعات.
أشار الباحثون إلى أن اكتشاف محدودية دور “شات جي بي تي” في تحسين تشخيص الأطباء يلفت النظر، خصوصاً أن بعض الأنظمة الصحية بدأت بالفعل في إدخال برامج مشابهة دون تدريب كافٍ للأطباء على كيفية استخدامها.
وشدد جو على أن تدريب الأطباء على استخدام هذه الأدوات، بما يشمل منهجية واضحة وتعريفهم بنقاط ضعفها، قد يسهم في تحسين فاعليتها في التشخيص.