نخبة بوست – وما أكثر الإيجابيات لمن يفتح عينيه ويجول بهما فيما حوله ليرى.
تخوض بلادنا العظيمة حروبًا داخلية ضارية يومية، أقول حروبًا، لا معارك موسمية.
وتعالوا نقرأ هذا الخبر العظيم:
«الجمارك تضبط 1000 كيلوغرام كاكاو، و11 الف عبوة أدوية، و76 ألف حقنة منتهية الصلاحية، و2000 كيلوغرام من مادة المعسل غير الصالح للاستهلاك البشري».
المضبوطات المذكورة أعلاه، كان الفاسدون قد أعدوها لاستهلاك أبناء شعبنا الحبيب، وهي قطرة في بحر ما يضبطه «أبناؤنا المجاهدون» في جبهة حماية الصحة الوطنية، في مختلف مؤسسات الدولة.
الكميات المبينة أعلاه، تم ضبطها «بعد عملية طويلة من البحث والتحري والمراقبة».
لا يرى بعضنا إلا النصف الفارغ والناقص والبقعة السوداء والأداء السيئ والترهل المحدود، لا يرى بعض السوداويين والمتشائمين ما في بلادنا من قوة وقدرة وثقة وعزيمة وخير ونور وبياض.
يستحق أبناء الأردن النشامى، الذين يحرسون الثغور ويحمون حدودنا من الإرهاب والسلاح والمخدرات، كل تقدير.
يستحق نشامى القوات المسلحة الأردنية والأمن العام والمخابرات العامة، الذين يدرأون عن بلادنا وعن شعبنا شرورًا مهلكة، أن نستحضر معهم فضيلة الشكر وقوته، يستحقون أن نقول لهم «الله حيهم».
لا ندعو إلى التقليل من السلبيات، ولا كنسها وطمرها تحت السجادة، بل ندعو إلى الكشف عنها وإعلانها وبيان أساليب معالجتها.
كما ندعو إلى تفادي نقيصة الانتقاص من الإيجابيات، وتفادي وضاعة تصغير أكتافنا، فلسنا نقف كل هذه المئوية الأردنية الهاشمية الجميلة، المليئة بالقدرة والمهارة على تجاوز التحديات، على سيقان هشة مرتجفة، بل نقف على أقدام ثابتة قوية، خاضت بنا المخاضات والدوامات والبرازخ العميقة، وطلعنا منها آمنين.
وأختم بقول الملك في خطبة العرش، وهو القول السامي الذي ضخّه في زنودنا:
«نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثه ا الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعًا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه».