نخبة بوست – نظمت جمعية الشفافية الأردنية ظهر اليوم ندوة سياسية بعنوان: “7 أكتوبر وتداعياته على الأردن والإقليم”، في مقر غرفة صناعة عمان بجبل عمان.
وشارك في الندوة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير الداخلية الأسبق المهندس سمير الحباشنة، والمراقب العام للإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة، وسفير دولة فلسطين في بريطانيا الدكتور حسام زملط، ونائب رئيس الوزراء الأسبق ورئيس جمعية الشفافية الأردنية الدكتور ممدوح العبادي.
الحباشنة: المقاومة وحدة لا تتجزأ
افتتح المهندس سمير الحباشنة النقاش بتأكيده أن المقاومة الفلسطينية هي وحدة واحدة لا يمكن تجزئتها، مهما اختلفت أدواتها أو تنظيماتها. وأوضح أن حركة حماس هي التي تقود المقاومة في هذه المرحلة، مضيفًا: “المشهد الفلسطيني الراهن يتجسد في أن كل من يحمل السلاح، أو يتمسك بالأرض، أو يرفض اللجوء، هو مقاوم”.
وأكد الحباشنة على ضرورة الاعتراف بوحدة المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، مطالبًا بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتهميش الخلافات الداخلية، ليكون التناقض الوحيد مع العدو الصهيوني؛ مضيفاً بأنه يجب أن تكون كل القوى الفلسطينية في خندق واحد لمواجهة الكيان الصهيوني.
وشدد على أن الكيان المحتل بات يتحول إلى مشروع ديني “تلمودي”، يهدد المنطقة بأسرها، بما في ذلك الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، وصولاً إلى المدينة المنورة.
ودعا إلى ضرورة وجود مشروع عربي موحد لمواجهة هذا التحدي، مشيرًا إلى أن “المشروع العربي لا يزال مغيبًا حتى الآن، لكن الأمة العربية قادرة على إحداث التغيير”.
وفي سياق الحديث عن الأردن، أكد الحباشنة على أهمية تعزيز المناعة الذاتية لمواجهة التحديات، خاصة في ظل غياب الدعم العربي، لافتًا إلى ما جاء في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني حول أن “التهجير إعلان حرب”.
زملط: الوضع في فلسطين كارثي وخطر التهجير قائم
من جانبه، أشاد الدكتور حسام زملط، سفير دولة فلسطين في بريطانيا، بالدور الأردني الداعم للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأردن وفلسطين هما “جسدان بقلب وشريان واحد”.
ووصف الوضع في فلسطين بأنه كارثي، مؤكداً أن ما يجري في غزة هو عملية “إلغاء وإزالة للشعب الفلسطيني”، حيث تم تفريغ شمال القطاع بالكامل من السكان، مع هدم المنازل بشكل يومي، رغم أن منطقة الشمال تمثل ثلث مساحة قطاع غزة، ويقطنها نصف سكان القطاع.
وأوضح زملط أن إسرائيل تنفذ مخططًا واضحًا يقوم على تهجير وإبادة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه الخطة لا تستهدف غزة فقط، بل تشمل الضفة الغربية أيضًا.
وقال: “إسرائيل تسعى إلى حسم الصراع في هذه اللحظة التاريخية، وأمريكا شريك كامل في هذه الجرائم، كما تجلى مؤخرًا في استخدام الفيتو في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار”.
ورغم الوضع الصعب، أشار زملط إلى أن الشعب الفلسطيني يملك “الأمل واليقين”، وهو سلاحه الأكثر فتكًا، مضيفًا: “الشعب الفلسطيني عنيد ومتجذر في أرضه”.
العضايلة: 7 أكتوبر يؤسس لمرحلة جديدة
تناول المهندس مراد العضايلة، المراقب العام للإخوان المسلمين، تداعيات أحداث 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يقدم نموذجًا فريدًا في الصمود، رغم القصف المكثف الذي تعرض له قطاع غزة، حيث أُلقي أكثر من 100 ألف طن من القنابل على منطقة صغيرة المساحة.
وقال العضايلة: “الشرق الأوسط لن يكون بعد 7 أكتوبر كما كان قبله”، مشيرًا إلى أن هناك إرادتين تتصارعان: إرادة المشروع الغربي، وإرادة شعوب المنطقة الساعية للتحرر.
وأضاف أن هذه الأحداث تؤسس لمرحلة جديدة حاسمة ستستمر تداعياتها لعقود، مؤكدًا أن وقف المعركة دون حسم الصراع سيؤدي حتمًا إلى تفكيك الكيان المحتل.
وأشار إلى أن حل الدولتين انتهى بعد 7 أكتوبر، وأن العدو الصهيوني غير قادر على حسم الأمور في غزة، لأن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها جيدًا لحرب طويلة الأمد. وأكد أن المعركة القادمة ستكون في الضفة الغربية، محذرًا من المخاطر التي قد تنعكس على الأردن.
ودعا العضايلة إلى وضع استراتيجية وطنية جديدة لمواجهة التحديات، مشددًا على أهمية تعزيز السياسة الدفاعية للأردن، وفتح حوار وطني لمواجهة المخططات القادمة.
العبادي: صراع وجودي وشعبنا قادر على المواجهة
واختتم الدكتور ممدوح العبادي، رئيس جمعية الشفافية الأردنية، النقاش بالإشارة إلى أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع وجودي مستمر. وأكد أن ما حدث في 7 أكتوبر هو محطة ملهمة في تاريخ المقاومة، حيث استطاعت أن توجه ضربة غير مسبوقة للاحتلال.
وقال العبادي: “ما بعد 7 أكتوبر لن يكون كما قبله، حيث أثبتت هذه العملية أن الشعب الفلسطيني قادر على تطوير أدوات نضاله، مما يدل على أن مشروع الاحتلال لا مستقبل له”.
وأكد العبادي أن الأردن هو المتضرر الأكبر بعد فلسطين من وجود إسرائيل، داعيًا إلى اتخاذ خطوات احترازية لمواجهة الأطماع الصهيونية، بما في ذلك إعادة العمل بقانون خدمة العلم، وتعزيز القدرات الدفاعية للجيش الأردني، والتنسيق العسكري مع الدول العربية المجاورة.
كما دعا إلى دعم الإعلام الوطني وتعزيز وعي الشباب الأردني حول المخاطر التي يشكلها الاحتلال، مطالبًا بالاستفادة من الزخم الذي أحدثته المقاومة في إحياء القضية الفلسطينية عالميًا.
واختتمت الندوة بفتح المجال للحضور للمشاركة في نقاشات مع المتحدثين، حيث تركزت المداخلات على سبل مواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز الدور الأردني في دعم القضية الفلسطينية.