فريج: تغيير الجهاز الفني للمنتخب الوطني “مستبعد” ؛ وسلامي أخطأ في بعض المراحل، ولم يكن يملك قراءة صحيحة لمسيرة المنتخب
قطيشات: المنتخب الوطني يمر بمرحلة صعبة؛ وتصريحات سلامي بعد مباراة الكويت شكّلت صدمة وأثارت العديد من التساؤلات
دراغمة: المنتخب الوطني في حالة “تذبذب”؛ وندعو الجماهير الأردنية إلى عدم التشاؤم
نخبة بوست- أماني الخماش
أثارت النتائج الأخيرة لمباريات المنتخب الوطني حالة من الغضب في الشارع الأردني، حيث ظهرت العديد من الأصوات المطالبة بضرورة تعديل السياسات المتبعة من قبل الجهاز الفني في المباريات.
هذه النتائج أدت إلى تراجع منتخب “النشامى” من وصافة المجموعة الثانية إلى المركز الثالث، مما قد يعقّد طريقه نحو التأهل المباشر إلى مباريات كأس العالم.
وبظرة سريعة على آدائه؛ حقق المنتخب الوطني تعادلا بطعم الخسارة (1-1) في مباراته الأخيرة مع الكويت، والتي أقيمت على أرض مضيفه في ملعب جابر الأحمد الدولي؛ في حين انتهت مباراته مع العراق بالتعادل السلبي، مما رفع رصيد العراق إلى 8 نقاط في المركز الثالث بجدول ترتيب المجموعة.
الأمير علي يجدد ثقته بالمدرب سلامي
في هذه الأثناء، انتشرت مؤخرًا شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول رحيل المدرب جمال السلامي عن المنتخب الوطني بسبب النتائج الأخيرة للمنتخب؛ إلا أن الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، فنّد هذه الشائعات أمس بنشر صورة تجمعه بمدرب المنتخب الوطني عبر منصة “إكس”.
وأكد الأمير على ثقته ودعمه للمدرب المغربي جمال السلامي ولجهازه الفني المعاون واللاعبين، وذلك للوصول إلى كأس العالم 2026.
وتاليا ما نشره الأمير علي بن الحسين:
“خلال لقائي اليوم مع المدير الفني للمنتخب الوطني المدرب جمال سلامي، لكم مني كل الدعم، وثقتي فيكم وبالجهاز الفني وفي النشامى في مسيرته للانجاز وتحقيق الأفضل للوصول إلى كأس العالم.. وأنا معكم دائما”
تخبط في الأداء ونتائج “غير مرضية”
في ضوء ذلك، يرى البعض أن تراجع أداء المنتخب جاء نتيجة للسياسة المتبعة من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب المغربي جمال سلامي، خاصة بعد أن حقق المنتخب نتائج مميزة في عهد المدرب السابق حسين عموتة.
وقد وُجهت للإدارة الفنية الحالية العديد من الملاحظات بشأن النهج المتبع، والتي تشمل عدم تعزيز الجهاز الفني للقدرة البدنية للاعبين، مما أثر على قدرتهم على الاستمرار في اللعب طوال المباراة دون تعب. كما تم الإشارة إلى تأخر المدرب في إجراء التبديلات اللازمة بين اللاعبين.
وبحسب آراء النقاد، فإن هذه الإجراءات المتبعة أحدثت حالة من الإرباك في أداء المنتخب في آخر مبارياته، وأضعفت من فاعليته الهجومية، ليظل الفريق محصورًا في إطار الدفاع.
فريج: تغيير الجهاز الفني “مستبعد”
من جهته؛ قال الصحفي الرياضي عوني فريج في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن المنتخب يمر بفترة صعبة نتيجة لتعادله مع منتخبي العراق والكويت، حيث لم يتمكن في جولته الأخيرة إلا من حصد نقطتين، مما أسهم في تراجعه إلى المركز الثالث، وبالتالي قد يفقد التأهل المباشر إلى كأس العالم.
وأشار إلى أن الوصول للمركزين الأول والثاني يؤهل المنتخب بشكل مباشر إلى كأس العالم، بينما البقاء في المركز الثالث سيجبره على خوض جولة إضافية من التحديات. وبما أن التصفيات ما تزال مستمرة، فإن الحديث عن احتمالية بقاء المنتخب في مركزه الحالي يعد سابقًا لأوانه.
دراسات تقييمية لأداء المنتخب
على صعيد متصل؛ دعا فريج إلى إجراء دراسات تقييمية شاملة للمرحلتين السابقتين والقادمة، وقياس الإنجازات التي تمكن المنتخب من تحقيقها في المباريات التي خاضها، مع وضع منهجية مستقبلية يسير المنتخب وفقًا لها.
وبخصوص الآلية المتوقعة لرفع أداء المنتخب، قال فريج إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال إعداد المنتخب بشكل جيد، والعمل على رفع جاهزيته بالتدريب في المعسكرات والمباريات الودية، ليتمكن من تحقيق الانتصارات في المباريات الحاسمة المتبقية.
وحول احتمالية تغيير الجهاز الفني للمنتخب، أوضح فريج أن الأمر “مستبعد” من قبل اتحاد كرة القدم بسبب ضيق الوقت، كما أن تعيين إدارة فنية جديدة قد لا يحقق النجاح المطلوب للمنتخب.
قطيشات: الأسلوب المتبع في اللعب “غير مبرر”
وفي ذات السياق، أوضح المحلل الرياضي يحيى قطيشات لـ “نخبة بوست” أن المنتخب الوطني يمر بمرحلة صعبة قبل خوضه أربع جولات من نهاية هذه المرحلة؛ وفي ضوء تقدم المنتخب العراقي بفارق نقطتين، وتقارب المباريات التي سيخوضها المنتخبان، فإن ذلك يزيد من صعوبة الموقف.
وأشار إلى أن الضغط الواقع على المنتخب العراقي انتقل إلى المنتخب الأردني، الذي سيخوض مباراتين قويتين خارج أرضه. حيث سيلعب المباراة الأولى أمام المنتخب الكوري الذي لم يخسر على أرضه منذ عام 2007، والمباراة الثانية ستكون أمام المنتخب العماني الذي تألق على أرضه في مباراتيه مع العراق والكويت، ورغم خسارته، كان أداؤه مميزًا.
وقال قيطشات “المنتخب في وضع حساس، فقد خسر 5 نقاط على أرضه، وأضاع أربع إضافية خارج أرضه”. لافتًا إلى أن المباراة مع العراق ستكون حاسمة للمنتخبين، خصوصًا أنها ستكون آخر مباراة تجمع المنتخبين، بينما أحرجت مباراة المنتخب الفلسطيني على الأرض الأردنية المنتخب الكوري وحققت التعادل.
وأشار قطيشات إلى أنه إذا تأهل المنتخب بشكل مباشر، فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على المعنويات والأداء. أما إذا بقي المنتخب في المركز الثالث أو تراجع إلى المركز الرابع، فإن ذلك سيعني خوض تصفيات جديدة ستكون أصعب بكثير، بالنظر إلى قوة المنتخبات التي سيواجهها المنتخب الوطني.
حلول مقترحة لرفع جاهزية المنتخب
وفيما يخص الحلول المقترحة لتحسين أداء المنتخب، أشار قطيشات إلى ضرورة استثمار فترة التوقف التي تقارب الأربعة أشهر. كما يجب تقديم تقرير فني لاتحاد كرة القدم لمناقشة النقاط الواردة فيه.
ودعا قطيشات إلى ضرورة رفع أداء الجهاز الفني للمنتخب، الذي بالرغم من انسجامه مع الفريق، إلا أن هناك العديد من الانتقادات الموجهة له. من ضمن هذه الانتقادات أن الأسلوب المتبع في اللعب غير مبرر، حيث بدأ التراجع في الأداء يظهر منذ المباراة الأولى مع الكويت، خاصة بعد دخول الشوط الثاني.
وشدد قطيشات على ضرورة وجود بديل جاهز في المباراة، وأهمية أن يكون جميع اللاعبين في أعلى درجات الاستعداد، لأن المنتخب يمتلك أفضل لاعبي آسيا. وعندما يتعرض اللاعب للإصابة، ينخفض أداؤه، ولذلك يجب توفير البديل الجاهز.
وأضاف “لقد لوحظ في الآونة الأخيرة تكرار سفر سلامي إلى المغرب في هذا الوقت الحساس، الذي يتطلب منه البقاء بالقرب من المنتخب لمنح الفرص الجديدة للاعبين المبدعين، وتضمين أسمائهم ضمن القائمة”
إمكانية البناء على النقد الموجه للجهاز الفني
وفيما يتعلق بالنقد الموجه للجهاز الفني، لفت قطيشات إلى إمكانية الاستفادة من هذه الآراء، معتبرًا أن الخلل في المنظومة الدفاعية أصبح واضحًا. من هذا المنطلق، يجب استيعاب النتائج السابقة والبناء عليها.
وعن احتمالية تغيير الجهاز الفني للمنتخب، قال قطيشات إن سلامي لا يزال يحظى بدعم اتحاد كرة القدم، وإمكانية إقالته أو التعاقد مع جهاز فني جديد مستبعدة، حيث أن الاتحاد لا يعتمد على آلية تشكيل لجان فنية لتقييم المدرب، ولا يعمل ضمن مؤشرات توضح الآلية المتبعة في عملية تغيير الأجهزة الفنية.
دراغمة: المنتخب الوطني يمر بفترة “تذبذب”
من جهته، أشار المحلل الرياضي هيثم دراغمة إلى أن كلا المدربين، جمال سلامي وحسن عموتة، يُعتبران من أبرز المدربين في الوطن العربي، لكن عند المقارنة بينهما يُستحضر نجاح المنتخب تحت قيادة عموتة، وما حققه من إنجازات في عهده.
وأشار دراغمة إلى أن المنتخب في ظل الإدارة الفنية الحالية يمر بفترة تذبذب، داعياً الجماهير إلى عدم التشاؤم، حيث أن نتائج المنتخب في المباريات الودية ضمن تصفيات كأس آسيا كانت سلبية، ولكن بعد ذلك تحسن الأداء بشكل ملحوظ.
أسباب تراجع أداء المنتخب
وفيما يتعلق بتراجع مستوى أداء المنتخب في عهد سلامي، قال دراغمة إن سلامي استمر في نفس النهج الذي كان يتبعه عموتة، معتمدًا على أسلوب اللعب ذاته، إلا أن الاختلاف يكمن في أن سلامي يبدأ المباريات بسياسة الضغط العالي ثم يتراجع في الشوط الثاني.
وأضاف أن سر نجاح تشكيلية 3-4-3 في عهد عموتة كان في إدخال المنتخبات المنافسة في حالة من الصدمة، بالإضافة إلى الجاهزية العالية لدى اللاعبين الذين تم اختيارهم لتطبيق هذا الأسلوب، حيث كان يعتمد على ثلاثة مهاجمين في ذروة نشاطهم.
انعكاسات غياب بعض اللاعبين عن المباريات
ونوه دراغمة إلى أن غياب اللاعبين الثلاثة: يزن نعيمات، موسى التعمري، وعلي علوان، أو عدم جاهزيتهم لاستكمال المباريات، كان من العوامل التي ساهمت في تراجع جاهزية المنتخب؛ كما أن غياب علي علوان في آخر مباراة كان له تأثير سلبي على الفريق، خاصة وأنه في أفضل حالاته مع المنتخب.
وأضاف قائلاً: “من الضروري أن يتكيف سلامي مع النتائج الحالية، وألا يترك مساحات كبيرة للخصم في الشوط الثاني.”
مرحلة حاسمة تتطلب قرارات جريئة ..
في ظل المعطيات الراهنة التي تتسم بالصعوبات، أصبح المشهد لا يحتمل المزيد من المجازفة التي قد تؤدي إلى إضاعة المزيد من الفرص أمام المنتخب الوطني وتفرض عليه تحديات جديدة.
وهنا؛ يبقى المطلب الأساسي لدى النقاد والجماهير الأردنية هو ضرورة إجراء تعديلات جوهرية على استراتيجيات اللعب المتبعة من قبل المدرب سلامي، بهدف رفع مستوى أداء اللاعبين في المباريات المقبلة.. فهل ستثمر هذه المطالب عن تدخل من الاتحاد لتوجيه الفريق نحو الأفضل، أم أن القرار سيبقى بيد المدرب جمال سلامي وحده!؟