نخبة بوست – سلط تقرير صادر عن مجموعة “ريماركس” لتحليل العنف السياسي” الضوء على هجوم الرابية الذي وقع مؤخرًا في العاصمة الأردنية عمان بالقرب من السفارة الإسرائيلية، وما له من تداعيات على الاستقرار السياسي والأمني في المملكة؛ إذ يعد هذا الهجوم أحد الحوادث البارزة في سياق تصاعد التوترات السياسية في المنطقة وتداخله مع عوامل سياسية إقليمية ودولية.
فماذا حدث؟
في 24 نوفمبر 2024، قام عبد الرحمن عطا الله بخيت المعايطة، البالغ من العمر 25 عامًا والمقيم في محافظة الكرك، بتنفيذ هجوم عنيف في منطقة الرابية بالعاصمة عمّان.
كان المعايطة مسلحًا بسلاح آلي وأطلق النار على دورية للشرطة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة ضباط بجروح متوسطة تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى. رغم سجله الجنائي الحافل، والذي يشمل جرائم مرتبطة بالمخدرات، وانتهاكات متعلقة بالأسلحة النارية، وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة، لم يكن يخضع لأي قيود أمنية.
تم تحييده في مكان الحادث من قبل السلطات، وما زال التحقيق جاريًا لتحديد دوافعه، مع التركيز على التأثيرات الخارجية المحتملة.
ماذا يعني ذلك؟
التقرير أشار إلى أن الهجوم في منطقة الرابية مرتبط بالحرب في غزة؛ إذ أدى التصعيد في غزة إلى تعميق حالة الإحباط والغضب بين الأردنيين، وخاصة بين الأفراد الأكثر عرضة للتأثر، بما في ذلك أصحاب السجلات الجنائية، الذين قد يعبرون عن تضامنهم أو إحباطهم إزاء الأزمة الإنسانية من خلال أعمال عنف.
كما ربط التقرير النمط المتكرر للعنف بالتوترات الإقليمية حيث يتماشى هجوم الرابية مع حوادث أخرى في المنطقة مثل حادثة البحر الميت، إذ تسلل مسلحون إلى الأراضي الإسرائيلية وأصابوا جنديين، وإطلاق النار على جسر الملك حسين، وعلى إثرها قتل سائق أردني ثلاثة من أمن المعابر.
و أظهر التقرير تزايد تهديد هجمات الذئاب المنفردة، حيث تشير هذه الحوادث إلى احتمالية تصعيد فاعلين منفردين أو مجموعات صغيرة للعنف على الصعيدين المحلي والعابر للحدود، نتيجة للصراع في غزة.
وتطرق إلى الدور الأردني الحساس بصفته وصيًا على المقدسات الإسلامية وداعماً لحقوق الفلسطينيين، ناهيك عن ما يمثله الأردن من هدفًا محتملًا لزعزعة الاستقرار من قبل الجماعات المتطرفة وخصوم إقليميين يسعون لاستغلال المشاعر العامة لإحداث اضطرابات داخل البلاد.
استنتاجات مجموعة ريماركس لتحليل العنف السياسي
وفي الختام، خلص التقرير على التأكيد بأن هجوم الرابية قد يمكن من الأفراد ذوي الخلفيات الجنائية من التصعيد وتحويلهم إلى مهاجمين منفردين، خاصةً إذا تأثروا بالإحباطات الناجمة عن الصراعات الإقليمية مثل غزة.
لاسيما أن الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي قد يعرض البلاد لخطر متزايد من هذه الحوادث؛ مما يتطلب نهجًا متعدد الجوانب يشمل تعزيز الأمن، التعاون الإقليمي، والتواصل مع الجمهور للحد من هذه التهديدات.