نخبة بوست – كتب: باسم سكجها
تعيش الفنانة الملهمة المهمّة هيلدا الحياري في الرابية، وصادف أنّ والدها باع أرضاً لشخص، قبل سنوات، فلم يكن من هذا إلاّ وباع الأرض لمجهولين، اتّضح أنّهم قاموا ببناء سفارة لإسرائيل.
كتبت هيلدا، غير مرّة، إنّها باتت تمقت ذلك المكان، بل ونقلت مرسمها إلى غير مكان، ولكنّها عادت لسبب ظروف عائلية، وقد زرتها هناك بمعية الراحل جريس سماوي، وشعرت بدفء المرسم والعمارة والحيّ، وكنّا أصلاً قبلها جيراناً في الحيّ نفسه.
حين قَتل المجرم الاسرائيلي وهو ممّن “يحرسون السفارة” الشهيد الحمارنة مقابلها، كتبت هيلدا إنّها تتمنى أن تستعيد الأرض، وأن يذهب سكان العمارة المقابلة إلى الجحيم.
قبل عدة ليالٍ، مع الحادث الأمني هناك، خفت عليها، فهاتفتها لأستمع إلى طلقات نارية متقطعة، وصوتها الناري يقول: فلترحل هذه السفارة من هنا، وليكن مكانها في الصحراء.
هيلدا الحياري ليست فنانة تشكيلية عادية، بل هي صاحبة أسلوب مُعتبر عالمياً في الرسم، وتضع لمسات ريشتها أشكالاً واضحة المعالم، حتى أنّ غياب توقيعها عن لوحاتها لا يدلّ سوى عن أنّها هي الصاحبة، واللوحة مصحوبة، فهي أصلها وفصلها.
قدر هيلدا أنّها تعيش مقابل “السفارة”، ولعلّ ذلك سوف يعيد أخذها إلى مناطق جديدة في التشكيل، مع تلك المخاطر والتحديات والمواجهات، وهي التي ظلّت تقفز من لون إلى آخر، ومن شكل إلى آخر، وحماك الله يا هيلدا الحياري من كلّ شر، وحمى ريشتك من السواد، وريّشه بالذهبي.
وللحديث بقية!