نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن ما يجري من تطورات عسكرية متسارعة في حلب شمال غرب سورية ليس كما يتم الترويج له بأنه تحريك للفصائل من قبل إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، لأن الفصائل المسلحة التي سيطرت على أغلب مناطق حلب تتلقى الدعم من تركيا، ويمكن القول إن إسرائيل تستفيد من سيطرة تلك الفصائل وأبرزها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) على حلب لأن ذلك يحد من نفوذ الميليشيات الإيرانية في حلب القريبة من تركيا والبعيدة نوعًا ما عن الحدود اللبنانية وعن الجولان الذي تحتله إسرائيل.
وأضاف أبو زيد أن الفصائل المسلحة التي سيطرت جزئيًا على حلب كانت تتمركز في إدلب ضمن منطقة ما عُرف بخفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها بمباركة روسيا وتركيا بعد مؤتمر آستانا، إلا أن توقيت تحرك هذه الفصائل يشير إلى أن تركيا على ما يبدو وجدت البيئة مهيئة لفرض سياسة الأمر الواقع شمال سورية، سيما أن النظام السوري كان يرفض التقارب مع تركيا قبل انسحاب القوات التركية من شمال غرب سوريا.
يضاف إلى ذلك أن عدم التدخل الروسي الملفت في منع السيطرة على حلب يعود إلى تجنب روسيا الاصطدام مع الجماعات المسلحة وعلى رأسها الحزب الإسلامي التركستاني الذي يضم عناصر من الأوزبك والطاجيك والشيشان في ظل الحرب التي تخوضها روسيا مع أوكرانيا ومحاولة تجنب انعكاسات أي اصطدام مع فصائل لها امتدادات في روسيا، منعًا لأي انعكاس أمني داخل روسيا. يضاف إلى الاستنزاف الذي تعرضت له الميليشيات الشيعية التي تدعم قوات النظام في حلب وشمال حلب في نبل والزهراء، ما وفر بيئة أمنية لتركيا لإعادة التموضع شمال سورية وفرض شروط التقارب مع سورية بمباركة روسيا.
وحول سرعة تقدم الفصائل المسلحة نحو حلب، أشار أبو زيد إلى أن التجهيزات التي شوهدت مع هذه الفصائل تشير إلى أنها حضرت نفسها بشكل جيد في ظل فشل استخباري لأجهزة النظام السوري في اكتشاف هذه التحضيرات. يضاف إلى ذلك، حسب أبو زيد، انسحاب الفرقة السورية الخاصة 25 من حلب وعدم تقديم الإسناد الجوي الكافي من قبل الطيران الروسي، ما أدى إلى السيطرة على أغلب مناطق حلب خلال 36 ساعة ضمن ما عُرف بعملية ردع العدوان.
وأشار أبو زيد إلى أنه من المتوقع أن تتوسع عمليات فصائل المعارضة إلى شرق حلب وإدلب، خاصة مع السيطرة على طرق استراتيجية وهي أوتستراد M5 الذي يربط شمال سورية بجنوبها، وأوتستراد M4 الذي يربط شرق سورية باللاذقية غربًا، في محاولة من تركيا الضغط على النظام السوري للقبول بالواقع الأمني الجديد وإبعاد الفصائل الكردية التي تعتبرها تركيا فصائل إرهابية تهدد الأمن التركي.