نخبة بوست – بعد أيام قليلة فقط من بدء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين والذي جاء وفق رؤية التحديث السياسي وبناء على قانوني الأحزاب والانتخاب الجديدين مما ساهم في رفع سقف توقعات المواطن تجاه هذا المجلس من حيث الأداء التشريعي والرقابي ًوان تكون الأحزاب السياسية والتي فازت بالانتخابات ودخلت المجلس قادرة على تنفيذ برامجها و طموح منتسبيها وتقديم اداءً نيابيا مختلفاً عن المجالس السابقة.
سرعان ما تبددت تلك التوقعات ومن خلال الجلسة الأولى لمناقشة البيان الوزاري لحكومة جعفر حسان والذي تقدمت به الحكومة لنيل الثقة من المجلس بدى واضحاً طبيعة تلك المناقشات وغياب التنسيق بين أعضاء الكتل النيابية وحتى الحزبية فمعظم النواب يريدون الحديث منفردين ليقدم نفسه لقواعده الانتخابية ويطالب مجدداً بامور خدمية بحتة تخص منطقته الانتخابية والابتعاد عن مناقشة البيان الوزاري من حيث المضمون السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكيفية تنفيذ تلك الوعود الحكومية والإطار الزمني المتوقع لتنفيذها.
كلمات السادة النواب جاءت مشابهة تماماً للمجالس السابقة وطريقة الأداء والمطالب لم تتغير والغياب الواضح عن حضور الجلسات حتى نهايتها من قبل عدد كبير من النواب تجاوز نصف المجلس في جلسات من المفروض ان تكون من اهم الجلسات التي تعقد كونها تناقش البيان الوزراي للحكومة فماذا سيحث في قادم الأيام إذا كانت البدايات بهذا الشكل.
التصفيق والتدخين والأحاديث الجانبية والانشغال بالموبايل ابرز ما تشاهده في جلسات الثقة وكأن بعض النواب لا يعنيه ما يجري في المجلس فقد ألقى كلمته وانتهى الامر ولا يريد سماع الآخرين ورصد اهم القضايا والتحديات التي تواجه الوطن والمواطن والتي من المفروض ان يعمل على حلها خلال الفترة القادمة.
الخلافات بين نواب الحزب الواحد حول اللجان والمناصب وإلقاء الكلمات بدى واضحاً وستظهر بعض الانشقاقات والاستقالات في صفوف بعض الأحزاب وسنشهد لأول مرة فصل لنواب حزبيين من مجلس النواب بسبب خلافات شخصية ومادية وغيرها من الأسباب.
المواطن الأردني اليوم لم يشاهد فرقاً واضحاً بين الأداء في المجلس العشرين والمجالس السابقة ولم يشعر بأن هناك من السادة النواب من يدافع عن مصالح وهموم المواطنين ويقدم حلولاً لما يعاني منه الوطن ويقوم بواجبه التشريعي والرقابي بكل مسؤولية ويقنع المواطن بعيداً عن الخطابات الشعبوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولذلك ستبقى ثقة الشارع بمجلس النواب في تراجع واضح.
عديد قليل من النواب نقاش البيان الوزاري بعمق وتحدث بتفاصيله وإمكانية تطبيقه وتحدث عن إلزامية الحكومة بتنفيذ ذلك البيان وتحدث بخطاب سياسي يرتقي لمستوى الاحداث التي تعصف بالمنطقة والمخاطر والتحديات التي تواجه الأردن في هذا الإقليم الملتهب ..
نأمل ان تحمل الأيام القادمة اداءً نيابياً مختلفاً ونهجاً جديداً ليكون البرلمان الحالي نموذجاً يبنى عليه في مسيرة التحديث السياسي وداعماً اساسياً للوطن لمواجهة التحديات الراهنة حتى نصل بهذا الوطن إلى بر الأمان ..